في مشهد لم يكن مفاجئًا تمامًا لكنه حمل دلالات عميقة، غادر المدرب الفرنسي ليونيل بيتوني تونس عائدًا إلى فرنسا، ملتحقًا بعائلته المستقرة هناك، ومعه مساعداه علي بومنيجل وفريد ثابت، في وقت لا تزال فيه الأمور غير محسومة بخصوص التركيبة الفنية القادمة للنادي الإفريقي. لكن هذه المغادرة لم تكن مجرد سفر إداري أو عطلة قصيرة، بل إعلان غير مباشر عن نهاية مرحلة خُتمت بالتشكيك والتردد والصراع الداخلي.

🧠 بيتوني يتمسك بالأموال.. ويرحل بشروط

المدرب الفرنسي الذي لم يحقق الإقناع الكامل منذ قدومه، قرر الالتزام بكلمته: "أرحل بشرط أن أُنصف ماليًا". طلب تحويل مستحقاته كاملة حتى نهاية الموسم إلى العاصمة الإسبانية مدريد وبالعملة الصعبة، ما يكشف عن عدم ثقته في استقرار الأوضاع المالية داخل النادي، رغم الاتفاق الشفهي الذي تم بينه وبين الهيئة خلال محاولة هيكل دخيل إقالته – وهي محاولة قوبلت برفض من أغلب أعضاء الهيئة.

❗ الأداء المهتز وتفكك الروح: الساحلي غير مقتنع

المدير الرياضي محمد الساحلي لا يخفي خيبته من الإطار الفني الذي لم يُحسن توظيف الرصيد البشري. خسارات في الأمتار الأخيرة من البطولة، ومردود كارثي في مباراة الكأس، كان نتيجة مباشرة لمناخ متوتر بين اللاعبين، بلغ ذروته في تربص سوسة. هنا، يبدو أن المشكلة لم تكن فقط في الرسوم التكتيكية، بل في فقدان السيطرة على المجموعة.

🔄 إعادة هيكلة.. لا مكان للرمادية

تعمل إدارة النادي، بقيادة الساحلي، على غربلة فنية وإدارية، تشمل التخلص من بعض اللاعبين الأجانب الذين لم يتركوا أثرًا يُذكر، وسط سعي لتسوية العقود بالتراضي تفاديًا لأي نزاعات دولية. خطوة تعكس نضجًا قانونيًا بعد دروس قاسية في الماضي جرّت الإفريقي إلى أروقة الفيفا والكاف.

🤝 المهري يعود... والريبة تسبقه

إعادة فتح الاتصال بـبسام المهري لإلحاقه بلجنة فنية لمتابعة التقييم وتحضير الموسم المقبل يطرح أكثر من علامة استفهام. فالرجل، رغم كفاءته، سبق أن غادر في صمت مرات عديدة، ما يدفع بعض الأطراف داخل النادي للتحفظ على عودته، خوفًا من تكرار سيناريو الانسحاب بدون مبررات.

🛒 انتدابات شاملة... لكن بشروط

مع اقتراب موعد فتح سوق الانتقالات في 1 جوان 2025، تتجه سياسة الإفريقي إلى انتدابات شاملة تشمل جميع الخطوط، لكن وفق رؤية جديدة تقوم على اختيار لاعبين شبان (تحت 23 سنة)، باستثناء عنصرين أو ثلاثة من أصحاب الخبرة. والهدف: بناء فريق مستدام قادر على تقديم الإضافة فورًا وضمان الاستمرارية.

الانتدابات ستكون مركزة على لاعبين دوليين تونسيين أو أجانب، بما يضمن مستوى فني ثابت دون المراهنة على أسماء غير مجرّبة.

✅ اتفاقات مبدئية.. وتحضيرات مرتقبة

التوقيع الرسمي مع حارس نجم المتلوي مهيب شامخ لمدة أربع سنوات.

اتفاق مبدئي مع الظهير الأيمن لترجي جرجيس حسام حسن رمضان.

مفاوضات جارية مع لاعب النجم الساحلي حسام بن علي.

المهاجم يوسف سنانة سيلتحق بالمجموعة بعد موسم ممتاز مع ترجي جرجيس.

التحاق متأخر للغاني ريتشارد بوادو بعد نهاية تجربته في ليبيا.

التحضيرات ستنطلق في شهر جويلية، ومن المنتظر أن تكون هذه الفترة حاسمة في تحديد ملامح الإفريقي الجديد.

⚠️ النادي الإفريقي أمام مفترق طرق

النادي الإفريقي ليس أمام موسم جديد فقط، بل أمام تحدي وجودي يتطلب قرارات شجاعة وتخليًا عن النفاق الكروي والسياسي الذي عرقل انطلاقات عديدة. هل تكون هذه الثورة الفنية بداية لولادة جديدة أم محطة أخرى في مسلسل التجريب؟

كل الأنظار الآن على إدارة الساحلي الفنية... فهل تبني الإفريقي فعلاً؟ أم تعيد طلاء القديم بلون جديد؟