اختر لغتك

 
روسيا استعدت للحرب ببسط سيادتها الرقمية

روسيا استعدت للحرب ببسط سيادتها الرقمية

حجب تويتر وفيسبوك يعد مجرد بداية لاستراتيجية روسية للقطع تدريجيا مع الخوادم الأجنبية وتشغيل شبكة إنترنت سيادية والاكتفاء الرقمي الذاتي التام.

موسكو- تواجه روسيا حرب منصات التواصل الاجتماعي الغربية بمنصتيها “في.كا” (VK) وتليغرام اللتين تعدان ركيزة رقمية أساسية للبلاد.

وحجبت السلطات الروسية في وقت سابق فيسبوك وتويتر في البلاد لفرضهما قيودا على وصول بعض وسائل الإعلام الروسية على منصتيهما، كما وجهت إنذارا لشركة ألفابيت المالكة لموقع يوتيوب ومحرك البحث الأشهر في العالم غوغل. وتمثل هذه الخطوة تصعيدا كبيرا في المواجهة المستمرة بين شركات التكنولوجيا الكبرى وروسيا.

وشهدت شبكة “في.كا” الروسية للتواصل الاجتماعي، وكان يطلق عليها في السابق اسم “فكونتاكتي Vkontakte” باللغة الروسية والتي تعني “على تواصل”، زيادة ملحوظة في نشاط المستخدمين مؤخرا، وتعتبر “في.كا” هي الشبكة الاجتماعية الروسية والمنافس الأول لخدمات غوغل وفيسبوك في روسيا، حيث يعد الموقع من المواقع الأكثر شعبية في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وله شعبية بين بعض المستخدمين في الدول العربية.

حققت الشبكة أعلى نسبة استخدام داخل روسيا في 2021، بحسب إحصائية “ستاتيستا”، حيث استحوذت على نسبة 73 في المئة من مستخدمي المنصات الروسية للتواصل الاجتماعي.

وفي المركز الثاني جاء موقع يوتيوب بنسبة استخدام وصلت لـ68 في المئة ثم إنستغرام ثالثا بنسبة 59 في المئة.

وجاءت منصة أخرى روسية في المرتبة الرابعة، وهي منصة “أدناكلاسنيكي” Odnoklassninki التي تعني “زملاء الصف” باللغة الروسية بنسبة استخدام 42 في المئة. وفي المركز الخامس جاء موقع فيسبوك بنسبة استخدام 37 في المئة بين الروس المشاركين في استفتاء “ستاتيستا” خلال عام 2021 الماضي، ثم موقع تويتر في المركز السادس بنسبة استخدام 14 في المئة في روسيا.
ويذكر أن “في.كا” أنشأها رجل الأعمال الروسي ومؤسس تليغرام بافيل دوروف في أكتوبر من عام 2006.

وتتشابه فكرة “في.كا” إلى حد كبير مع موقع فيسبوك من حيث التصميم والمفهوم مع نموذج عمل متطابق تقريبا. وأصبحت “في.كا” شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بين الروس خلال فترة الحرب، حيث يزورها ما بين 47 و53 في المئة من مستخدمي الإنترنت في روسيا بشكل يومي، وفقا لتحليلات “ميديا سكوب” وهي مجموعة عالمية لأبحاث السوق، لكن إحصائيات روسية تقول إن الرقم أكبر.

ويعتبر تليغرام ركيزة رقمية أخرى لروسيا ويتمتع تطبيق المراسلة المشفر، الذي تم إنشاؤه في عام 2013 من قبل الشقيقين الروسيين نيكولاي وبافيل دوروف، بشعبية متزايدة إذ تجاوز عدد مستخدميه 500 مليون مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فقد اكتسبت القنوات الإخبارية الروسية على تليغرام 19.5 مليون مشترك منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، وهو التاريخ الذي بدأت فيه الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا. وشهدت “في.كا” زيادة في أعدادها منذ ذلك الحين تقدر بـ200 ألف مستخدم يوميا.

ويقول خبراء إنه مع تصاعد الصراع، يبدو أن السلطات الروسية ترغب في تبني سياسة صارمة تجاه العمالقة الرقميين الأجانب. ويمكن أن يكون حجب تويتر وفيسبوك مجرد بداية لاستراتيجية قطع تدريجية، بدأت قبل بضع سنوات. وفي الواقع، ففي عام 2021 كانت الدولة قد هددت بالفعل بحظر تويتر وفيسبوك ويوتيوب بحجة عدم الامتثال لقوانين البلاد في ما يتعلق بالمعلومات الخاطئة.

كما كانت روسيا تستعد منذ سنوات عديدة “لشبكة الإنترنت السيادية” الخاصة بها، والتي من شأنها أن تمنحها استقلالية قوية على المستوى الدولي. والهدف من هذا المشروع: السماح بتشغيل الشبكة في روسيا بشكل مستقل عن الخوادم الأجنبية، والاكتفاء الرقمي الذاتي التام.

ويذكر أن أوكرانيا نجحت في الهيمنة على شبكات التواصل الاجتماعي الأميركية منذ الأيام الأولى للغزو الروسي، في حرب إعلامية متصاعدة. ورغم ذلك، لا يبدو أن روسيا مكترثة جدا بالرأي العام خارج البلاد، مع تركيز جهودها على إبقاء الدعم المحلي وراء الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال دارين لينفيل الباحث في “ميديا فورنسيك لاب” التابع لجامعة كليمسون الأميركية “صحيح أنهم (الأوكرانيون) ينتصرون، لكن في نهاية المطاف، الأمر الذي يهتم به بوتين هو كيف يراه شعبه”. وأضاف “أعتقد أن الكثير من الروس يصدّقون الروايات الروسية”.

 

Please publish modules in offcanvas position.