اختر لغتك

فانو الدنماركية جزيرة الدفء والرومانسية في صقيع الشتاء

فانو الدنماركية جزيرة الدفء والرومانسية في صقيع الشتاء

شاطئ طويل يمتد لمسافة 15 كيلومترا يعد معلم جذب سياحي رئيسي في الدنمارك.
 
 
سونديرهو (الدنمارك) - في هذا اليوم البارد القارس المكسو بالصقيع الذي يسود صباح أحد الأيام بالدنمارك، تبدو السماء كما لو أنها خيمة كبيرة رمادية اللون، ولا تلحظ العين وجود أيّ فرد على شاطئ سونديرهو، وهي قرية صغيرة كائنة في الطرف الجنوبي من جزيرة فانو الدنماركية، وتهب رياح ثلجية من اتجاه البحر مندفعة فوق الكثبان الرملية المهجورة، ثم تلتقي مع السحب عند الأفق البعيد.
 
ولحسن الحظ اعتادت هيلين دورتي ماهلر على كل هذه الأحوال الجوية، وتتقدم ماهلر التي تبلغ من العمر 37 عاما وهي تلتف بثوب يقيها برودة الثلوج خطوة أو خطوتين بشكل حذر نحو الشاطئ، ومن الواضح بالنسبة لها أن البحر يشهد حالة من الجذب حيث تراجع مستوى المياه إلى الداخل، سامحا لطبقة رفيعة من الثلوج بالتكوّن فوق المسطحات الطينية التي انحسرت عنها المياه.
 
وتمضي ماهلر كثيرا من الوقت على هذه المسطحات الطينية حتى في فصل الشتاء، وهي تنظم بشكل اعتيادي جولات يصحبها مرشد سياحي في أنحاء الجزيرة التي تقيم فيها، حيث يمكن في أشهر الصيف مشاهدة حيوانات الفقمة وهي مسترخية فوق المسطحات الطينية، غير أنه في ذلك الصباح من فصل الشتاء كان الطقس شديد البرودة حتى بالنسبة للفقمة.
 
ولا يمكن وصف الوضع بالضبط بأنه مريح، غير أن جزيرة فانو الصغيرة الكائنة قبالة الساحل الغربي من القطاع الدنماركي لشبه جزيرة يوتلاند، تعدّ مكانا للراحة والشعور بالعافية والرضا ودفء المشاعر، وهو وصف شعوري لمفهوم اسكندنافني فريد من نوعه للتعبير عن تحقيق الأمان والحميمية خلال فصل الشتاء.
 
وتقع جزيرة فانو غربي مدينة وميناء إيسبيرج في بحر وادن الكائن جنوب شرقي بحر الشمال بالقرب من ساحل يوتلاند، ومن السهل الوصول إلى إيسبيرج بالسيارة أو بالقطار، وتستغرق الرحلة بالعبارة من إيسبيرج أقلّ من ربع الساعة، وتنتظم رحلات العبارة حتى في فصل الشتاء بين البرّ الدنماركي وجزيرة نوردباي.
 
وتعيش ماهلر مع أسرتها في منزل مسقوف بالأخشاب في سونديرهو بعد أن انتقلت إلى هذا المكان من هامبورغ منذ أربعة أعوام، وتعدّ المباني التقليدية من الملامح المميّزة للجزيرة، وتمّ عام 2011 اختيار القرية عن طريق اقتراع كأكثر القرى الدنماركية جمالا.
 
ولا يوجد أيّ منزل بالقرية يعلو على طابقين، ولا يبدو أن المنازل قد شيّدت على خطوط مستقيمة، وتوضح ماهلر، والتي تقوم بمهمة المرشد السياحي قائلة “المنازل هنا ليست مقامة على أساسات سليمة”.
 
يختار 500 من الأزواج عقد قرانهم في جزيرة فانو  بداية من مايو إلى سبتمبر من كل عام في أجواء رومانسية نادرة
 
وداخل أحد المنازل تجلس لوني موللر سيجارد وهي تحيك بيديها سترة مثل تلك التي اعتادت أن ترتديها، وأيضا مثل السترات التي اعتادت أمها وجدتها أن ترتديها قبلها، وتقول إن “هذه السترات تنتمي إلى التراث الخاص لفانو والذي لم يندثر على الإطلاق هنا، وهذه السترة التي أصنعها هي أيضا لابنتي”.
 
وتشير إلى أن الحياكة تعدّ جزءا من الأنشطة التي تتم ممارستها في فصل الشتاء بجزيرة فانو.
 
وتعرف ماهلر كل جزء من أنحاء الجزيرة بدقة، وفي الأيام التي يتحسّن فيها الطقس تقود الزوّار إلى مكان استرخاء حيوانات الفقمة على الشاطئ بعد أن تقوم برحلات في بحر وادن وفي بحر الشمال وفي ما وراءه، ولكن الضفاف الرملية للشاطئ خاوية من هذه الحيوانات اليوم.
 
وتم عرض 15 نموذجا للسفن تتميز بتفاصيل رائعة مدهشة في كنيسة سونديرهو الذي يثير حجمها الكبير الدهشة، والتي يرجع تاريخها للقرن الثامن عشر، وتعدّ شاهدا على تراث الرحلات البحرية للقرية. وكان أسطول كبير من السفن يرسو في ميناء الجزيرة، بينما كان عدد السكان وقتذاك يبلغ ثلاثة أمثال تعداد سكانها حاليا، ولكن هذا الميناء الذي كان يتمتع بأهمية قصوى بالنسبة لوجود سكانها غمره الطمي منذ فترة واختفى من الوجود.
 
وأصبح معلم الجذب السياحي الرئيسي الآن هو الشاطئ الطويل الذي يمتد لمسافة 15 كيلومترا الكائن في الناحية الغربية من جزيرة فانو، وهو الذي حوّل الجزيرة إلى أول منتجع صحّي بالدنمارك في القرن الثامن عشر، ويعدّ “سونديرهو كرو” بالقرية.
 
ولا تتمتع جزيرة فانو بالشهرة من الناحية التاريخية فحسب، ولكن بسمعة أنها مكان تحلق في أجوائه الرومانسية، حيث يختار 500 من الأزواج عقد قرانهم فيها كل عام، وتقول لوني موللر سيجارد التي تعمل موثّقة عقود في الجزيرة إن “موسم الذروة للزواج في فانو يمتد من مايو إلى سبتمبر من كل عام، ثم يعود مرة أخرى في ديسمبر الذي يعدّ شهر الألفة والحميمية ودفء المشاعر”.
 
وفي فصل الشتاء عندما تسود البرودة والعتمة خارج المنازل يزداد الإحساس بمشاعر الدفء والأمان بشكل أكثر قوة.
 
وخلال أمسيات الشتاء المظلمة قارسة البرودة يتجمع الضيوف في بهو خان “سونديرهو كرو” بسقفه الخشبي المنخفض وجدرانه المكسوة بالبلاط الدنماركي، وربما كان جوهر مفهوم الحميمية ودفء المشاعر يتمثل في الشعور بالأمان ومعرفة أن وجبة الزائر ستختتم بطبق بودنج الأرز التقليدي.
 
 

آخر الأخبار

انقطاع الكهرباء يثير قلق أهالي القصرين: ما السبب وراء الظلام المفاجئ؟

انقطاع الكهرباء يثير قلق أهالي القصرين: ما السبب وراء الظلام المفاجئ؟

تحذير هام من الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية: احذروا من حملات التصيد الإلكتروني

تحذير هام من الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية: احذروا من حملات التصيد الإلكتروني

إيران تعلن الحداد بعد اغتيال حسن نصر الله: خامنئي يؤكد استمرار مسيرة المقاومة

إيران تعلن الحداد بعد اغتيال حسن نصر الله: خامنئي يؤكد استمرار مسيرة المقاومة

تطورات مثيرة في قضية حركة عازمون: إيداع أمينة المال السجن بتهم تزوير التزكيات!

تطورات مثيرة في قضية حركة عازمون: إيداع أمينة المال السجن بتهم تزوير التزكيات!

النادي الإفريقي يحقق انتصارًا مثيرًا في عقر دار الاتحاد المنستيري!

كرة السلة: النادي الإفريقي يحقق انتصارًا مثيرًا في عقر دار الاتحاد المنستيري!

Please publish modules in offcanvas position.