تحوّلت ڨالمة، المدينة الهادئة شرق الجزائر، إلى عاصمة عالمية لفن الطبخ والحلويات مع عودة مهرجان كالاما الدولي في نسخته الثانية من 1 إلى 3 ماي 2025. لم يكن الحدث مجرّد استعراض لأطباق شهية، بل تحوّل إلى تجربة ثقافية وسياحية واقتصادية ترسم ملامح مشروع طموح لتثبيت ڨالمة على خريطة المدن المبدعة.
🍽️ الطبخ كفن جامع بين الثقافات
يُحسب للمهرجان هذا العام قدرته على كسر الحواجز بين الثقافات من خلال نكهاتها. حضور طهاة من تونس، الولايات المتحدة، ودول أوروبية أضفى بعدًا دوليًا عزز من جاذبية الحدث. العروض الحية والورشات فتحت المجال أمام الجمهور لاكتشاف أسرار الطهي، لكن الأهم أنها أطلقت مساحات للحوار والتبادل المهني.
🎓 مؤتمر الفندقة: مهنية عالية ورؤى استراتيجية
الحدث لم يقتصر على الجانب الاستعراضي، بل حمل بعدًا علميًا واضحًا من خلال المؤتمر الدولي للضيافة والفندقة. بمشاركة أسماء أكاديمية بارزة مثل الدكتور حاتم المرزوقي والدكتورة وداد عثامنية، ناقش المؤتمر تحديات القطاع، من إدارة الفرق متعددة الثقافات إلى أهمية الصحة الغذائية. التوصيات المنتظرة ستُمكّن ڨالمة من بلورة رؤية استراتيجية تنقلها من مهرجان سنوي إلى قطب مهني دائم.
🧑🍳 التمكين المجاني: فرصة ذهبية للشباب
في خطوة ذكية، فتحت إدارة المهرجان المجال أمام الطلبة والمهنيين لحضور الورشات مجانًا. هذه السياسة ليست مجرّد كرم بل استثمار حقيقي في الطاقات المحلية. تكوين مجاني، تجارب دولية، وشبكات علاقات تُبنى على المدى الطويل، هي ثمار يُرتقب أن تؤتي أُكُلها قريبًا.
🌍 تحليل: لماذا هذا المهرجان مهم؟
لأنّه يمزج بين الثقافة والسياحة والاقتصاد في قالب واحد.
لأنّه يمنح ڨالمة هوية جديدة عابرة للحدود، تقوم على الضيافة والإبداع.
لأنّه يدفع بالشباب نحو التشغيل الذاتي وتطوير المشاريع.
لأنّه يُثمن التراث دون أن يبقى حبيس الماضي، بل ينطلق منه نحو الحداثة.
حضور تونسي مميز: تقاطع نكهات وتقاليد
تميّزت دورة هذا العام بحضور تونسي لافت، سواء من خلال الطهاة المحترفين أو ممثلي معاهد الفندقة. وقد قدّم الوفد التونسي أطباقًا من المطبخ التقليدي كـ"الملثوث" و"المقرونة بالهريسة العربي"، إلى جانب الحلويات كـ"البقلاوة" و"الغريبة"، ما أضفى على المهرجان بُعدًا مغاربيًا حقيقيًا. لم تقتصر المشاركة على الجانب الاستعراضي، بل شمل حضورًا علميًا أيضًا في المؤتمر، حيث ساهم التونسيون في النقاشات حول مستقبل السياحة الفندقية في المنطقة المغاربية، ما يؤكد عمق الروابط الثقافية والمهنية بين البلدين.
✨ كالاما تنبض... وڨالمة تُراهن على المستقبل
ما يحصل في ڨالمة ليس حدثًا عابرًا، بل هو مشروع ثقافي ـ سياحي متكامل، بدأ يُؤتي ثماره. من طبق كسكس أصيل إلى مؤتمر دولي محترف، نجح مهرجان كالاما في أن يُقدّم للجزائر نموذجًا عن كيفية تحويل التراث إلى رافعة اقتصادية. والرهان القادم؟ تحويل هذه الديناميكية إلى مسار مستدام يعيد رسم ملامح المدينة... بشهية مفتوحة للمستقبل.