الصفحة 3 من 4
تركيا وروسيا
تجري المحاولات الدولية لحل الأزمة الليبية، دون تمثيل يذكر للقيادات القبلية والسياسية والعسكرية المحسوبة على النظام السابق، وتطلق على هؤلاء أسماء منها “أنصار ثورة الفاتح”، و”أنصار معمر القذافي”، وغيرهما.
توجد نحو سبعة تكتلات كبيرة تضم هذه الشريحة التي يقول عنها قذاف الدم، تمثل أكثر من سبعين بالمئة من إجمالي الشعب الليبي البالغ عدده نحو ستة ملايين نسمة.
وقال “رغم هذه النسبة المهمة التي نمثلها في ليبيا، إلا أنه يتم تجاهلنا في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تعقد حول ليبيا، نحن لم نشارك في اتفاق الصخيرات، ولا في مؤتمر برلين، والأطراف الدولية المعنية لم تحسب لنا حسابا حتى في لقاءات جنيف المقبلة، إذن هم تهمهم مصالحهم.. فكل ما يهمهم إدارة الصراع في ليبيا بلا نهاية، وبالتالي ستدور ليبيا مرة أخرى في حلقة مفرغة”.
وذكر قذاف الدم “تتدفق الأسلحة ويتدفق الإرهابيون على ليبيا.. البوارج، والطائرات والمرتزقة، القادمون إلى ليبيا عن طريق تركيا يقومون بهذا الأمر، رغم كل التوصيات الدولية يقومون بنقل آلة الخراب إلى ليبيا على مرأى ومسمع من الجميع”.
ويعلق على الهجمة التركية على السواحل الليبية، بقوله إن “أنقرة انحازت إلى حزب ميت في ليبيا ولا قيمة له، هو حزب جماعة الإخوان، ونظام أردوغان تورط في معاداة محيط تركيا الإسلامي والعربي”.
أما في ما يتعلق بتفسيره للموقف الروسي الذي بدا أنه مؤيد للتحركات التركية في ليبيا بطريقة غير مفهومة، فقد قال “روسيا دولة كبرى ولديها مصالحها، وحلف الناتو حاصرها في أوكرانيا، وضيق عليها الخناق، هي تريد أن تحطم هذا الخناق، فتحركت تجاه سوريا، والآن تحركت تجاه تركيا، كي تقترب من المياه الدافئة، وتضغط على الغرب”.
يجري التحضير لعقد لقاءات بين فُرقاء ليبيين في جنيف، وأصبحت الأطراف الدولية تتعامل مع الكيانات النيابية المشوهة وغير المنتخبة، التي شكلتها جماعة الإخوان وأنصارها، باعتبارها جسما برلمانيا موازيا للبرلمان
لم تستغل تركيا حاجة روسيا فقط لتحقيق طموحاتها في شرق البحر المتوسط، أو في شمال أفريقيا، بل بدا أردوغان يسابق الوقت لعقد تحالفات أخرى لدعم سياساته التوسعية في القارة السمراء، عبر المدخل الليبي.
وزار الرئيس التركي العديد من الدول الأفريقية، وهو يصر على حجز مقعد له على كل طاولة دولية أو إقليمية تتناول الوضع في ليبيا.
ولفت قذاف الدم، إلى أن الرئيس التركي يسعى كي يكون هناك محور في مواجهة مصر، وهذا لا يخدم ليبيا، ولا يخدم السلم في البحر المتوسط، ولا يخدم العلاقات المستقبلية لدول المغرب العربي.
وعقب زيارة أردوغان إلى تونس أعلنت إدارة الرئيس قيس سعيِّد رفضها الدخول في محاور إقليمية، بينما اتسمت نتائج زيارة الرئيس التركي للجزائر بالغموض.
ووصف قذاف الدم زيارة أردوغان للجزائر بالفتنة، إلا أنه يقول إنها “فتنة لن تنطلي على الأخوة في الجزائر، فهذه الدولة ليست بالسهولة التي يعتقدها الرئيس التركي، ولا يمكن أن تجري وراء الآخرين، نحن، ليبيا والجزائر، أقرب إلى بعضنا بعضا من أي بلد آخر”.
وأكد أن “تونس تتعافى، ونحن نحترم الرئيس قيس، ونقدره، له موقف إيجابي مما يجري في ليبيا”، غير أن ابن عم القذافي أبدى مخاوفه من استمرار نشاط الإسلاميين التونسيين، الممثلين في حركة النهضة، وخطر هذا النشاط وانعكاساته على ليبيا.
ووجه قذاف الدم في سياق حديثه عن المواقف التونسية اتهامات خطيرة لحركة النهضة بأنها تدير شبكة تهريب المقاتلين إلى ليبيا، قائلا “النهضة ما زالت تشرف على إدخال بعض المرتزقة عن طريق الحدود التونسية مع ليبيا من بوابة ذهيبة، وعن طريق بوابة وازن”.
وأوضح “هؤلاء المرتزقة يدخلون عبر مطار جربة، وبعض المطارات التونسية الأخرى بجوازات سفر تركية، هذه المعطيات كشفتها أجهزة المخابرات الليبية”.