الخارجية المصرية: دوائر إعلامية خارجية حرفت تصريحات شكري حول الممارسات الإسرائيلية
أثار وزير الخارجية المصري سامح شكري زوبعة جديدة وموجة من الانتقادات المعارضة في مصر، خصوصا بعد تصريحه الأخيرة باعتباره أن قتل الأطفال الفلسطينيين بنيران اسرائيلي "ليس ارهابا"!
وبعد زيارته الى إسرائيل الشهر الماضي، والتي أحدثت ضجة كبيرة كونها أول زيارة لوزير خارجية مصري الى القدس منذ تسع سنوات، والتصريحات التي أطلقها شكري والتي عبرّت عن طيب وقرب العلاقة بين النظام المصري والحكومة الاسرائيلية، جاء شكري في ما اعتبرته بعض المواقع المعارضة للنظام المصري بأنه "دفاعا عن إسرائيل"!
وقال وزير الخارجية المصري خلال لقائه مع أوائل الطلبة في مقر وزارة الخارجية أمس الأحد، ورداً على سؤال "هل قتل الإسرائيليين الأطفال الفلسطينيين يعد إرهاباً"؟ إنه "لا يمكن أن يوصف بأنه إرهاب، دون اتفاق دولي على توصيف محدد للإرهاب، وهناك مصطلحات دولية مثل إرهاب الدولة، والذي تمارسه بعض الدول ضد شعوب خارج حدودها، أو قمع معارضين داخل حدودها، لكنها تدور في أطر سياسية".
وحاول شكري استدراك الموقف والتأكيد على أهمية فلسطين بالنسبة للنظام والشعب المصري، بقوله "فلسطين في وجداننا، وسيظل الشعب المصري مهتماً بهذه القضية، ونعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين لتقريب وجهات النظر، وحث الأطراف على الوصول إلى حل، لكن الأمر معقّد بسبب إرادة إسرائيل السياسية، وبسبب دور المجتمع الدولي، وقدرة الفلسطينيين على الصمود".
وأضاف "نهتم بأن يكون للفلسطيينين حياة اقتصادية ونيابية بعيدة عن الضغوط الخارجية، ونعمل على ذلك في إطار الأمم المتحدة، وعلاقتنا بكل الأطراف، حتى تكون هناك دولة فلسطينية تضيف للوزن العربي، ونظراً لتاريخ إسرائيل فإنها مجتمع عنصر الأمن والأمان فيه مرتفع، ويسعى منذ 48 لإحكام سيطرته على الأراضي لتأمين نفسه".
ورغم أن العديد من وسائل الاعلام المصرية المقربة من السلطات تغاضت عن نشر تصريحات شكري، الا أن المعارضة ووسائل إعلام خليجية مناهضة لحكم السيسي طالبت الحكومة المصرية بتوضيح تصريحات وزير الخارجية المقرب جدا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونشر العديد من المغردّين والمدوّنين على صفحات وزارة الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي تويتير وفيسبوك مطالبين اياها بتعليل هذه التصريحات التي تتهرب من الاجابة بوضوح اذا ما كان قتل أطفال فلسطينيين يعتبر ارهاب دولة أم لا.
الخارجية المصرية: دوائر إعلامية خارجية حرفت تصريحات شكري حول الممارسات الإسرائيلية
من جانبها ردت وزارة الخارجية المصرية بعد ساعات من نشر الموضوع، وقالت في بيان إن "بعض وسائل الإعلام تعمد الى تحريف تصريحات المسؤولين المصريين، وإتباع أساليب الإثارة والمزايدة على مواقف مصر، الداعمة للحقوق الفلسطينية في الماضي والحاضر والمستقبل".
ودعا المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، المعنيين، الإطلاع علي التسجيل الخاص بلقاء الوزير مع طلبة الثانوية العامة، والمتوفر علي صفحة المتحدث باسم الخارجية علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للتأكد أن السؤال المطروح، "لم يشر من قريب أو بعيد إلى قتل الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، وإنما كان سؤالا نظريا عاماً يستفسر عن السبب وراء عدم توصيف المجتمع الدولي الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالإرهاب، حيث جاء رد وزير الخارجية ليشير إلى عدم وجود اتفاق دولي على تعريف قانوني محدد للإرهاب، موضحاً أن هناك خلافاً دولياً حول التمييز بين المدلول القانوني والسياسي لمصطلح الإرهاب، وتعريف مفهوم إرهاب الدولة، مؤكداً علي دعم مصر الكامل للحقوق الفلسطينية، التي ستظل دوماً فى بؤرة اهتمام السياسة الخارجية المصرية".
من جانبه اعتبر الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية أن شكري يقوم بعمل نظيره الإسرائيلي، فكتب على تويتر "سامح شكري: لا يمكن وصف الممارسات الإسرائيلية بالإرهاب دون اتفاق دولي، إذا كان هذا كلام وزير خارجية مصر.. فماذا تركتم لوزير خارجية إسرائيل؟!"
من جانبه قال متحدث باسم حركة حماس - حسام بدران إن "من لا يرى بجرائم الاحتلال إرهابا فهو أعمى"!
وكان شكري قد زار إسرائيل مطلع تموز/ يوليو المنصرم بغية تحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتقى برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحا أن الزيارة جاءت لاستكمال الحوار وخطوة جادة من أجل تحقيق حل الدولتين، لافتا إلى أنه التقى القيادة الفلسطينية لبحث دعم عملية السلام.
وبعدها بيوم واحد التقى مبعوث الرباعية الدولية توني بلير بمندوب نتنياه - اسحق مولخو لأجل الاعداد لقمة في شرم الشيخ لدعم عملية السلام، ويرجح أن يشارك بها العديد من الزعماء الإقليميين، حيث يفضل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي يستضيف القمة، بلقاء ريس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والعاهل الاردني عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سوية.