اختتمت جمعية المرأة الريفية بجندوبة يوم الجمعة الموافق ل 8 نوفمبر 2024 فعاليات مشروعها الرائد * نساء عاملات في الفلاحة فاعلات وقيادات * ، في جهتهن بحفل أقيم بدار الشباب شارع البيئة ولاية جندوبة، وقد حضر الحفل شخصيات بارزة من مختلف القطاعات من بينهم ممثلون عن الاتحاد الوطني للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والسلطات المحلية والجهوية ومنظمات المجتمع المدني الرائدة في مجال تمكين المرأة بالإضافة إلى النساء الفلاحات المستفيدات من المشروع اللاتي كن نجمات هذا الاحتفال الذي عكس نجاح المشروع وأثره الملموس على حياتهن.
مقالات ذات صلة:
وزارة الفلاحة: صابة الزيتون للموسم 2024-2025 تصل إلى 1.7 مليون طن
وزارة الفلاحة: 20.7% نسبة امتلاء السدود في تونس وسط آمال بزيادة المخزون
الليالي السود: فصل جديد في حياة الطبيعة والفلاحة
هذا وامتد المشروع الذي استمر لمدة سنتين ليشمل 25 امرأة من مختلف مناطق جندوبة، ولم يكن مجرد برنامج تدريبي عادي بل كان نهجا شاملا استهدف معالجة التحديات المتعددة التي تواجه النساء في القطاع الفلاحي مع التركيز على بناء قدراتهن وتوفير الدعم اللازم لهن.
وقد تميز بتقسيمه إلى مراحل مترابطة بدأت العملية بتشخيص دقيق للاحتياجات الفعلية للنساء الفلاحات من خلال جلسات حوارية مكثفة أخذت بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة والتحديات الخاصة بكل مجموعة، مما أسهمت هذه المرحلة في بناء الثقة بين الفريق التنفيذي والنساء المشاركات ووضع أسس متينة للتعاون البناء.
كذا شملت هذه المرحلة برامج تدريبية متخصصة غطت مجالات متعددة من بينها التقنيات الزراعية الحديثة حيث تلقت النساء تدريبا على استخدام تقنيات الري الحديثة وإدارة التربة والحماية النباتية وذلك بهدف تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وإدارة الأعمال الصغيرة، حيث تلقت النساء تدريبا على إدارة المشاريع الصغيرة والمحاسبة والتسويق، وذلك بهدف تمكينهن من إدارة مشاريعهن الخاصة بكفاءة.
بالاضافة الى ذلك تم تدريبهم على إنشاء تعاونيات أو الانضمام إلى جمعيات مما سيسمح لهن بالاستفادة من الاقتصاديات الحجمية وتقاسم الخبرات وتعزيز قوتهن التفاوضية والمهارات القيادية، حيث ركزت هذه التدريبات على تطوير مهاراتهن القيادية واتخاذ القرار والحوار والعمل الجماعي مما يسمح لهن بالمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
ولم يقتصر الدعم على التدريب بل امتد ليشمل الدعم المادي واللوجستي من خلال توفير التمويل الميسر وفتح المجال لتعريفهم باماكن توفير قروض ميسرة بفضل السعي الدؤوب و الدعوة الملحة لعقد شراكات مع مؤسسات مالية.
كما وانه تم توفير تدريب على إدارة الأموال والمعدات والآليات من خلال تقديم بعض المعدات والآليات الزراعية للنساء لتسهيل عملهن وزيادة إنتاجيتهن، مع الحرص على توفير دعم فني مستمر لهن للمشاركات سعيا للإجابة على أسئلتهن وتقديم المساعدة اللازمة لهن في كل وقت وٱن.
هذا ويسعى المشروع الى مساعدة بعض النساء اللواتي يصنع منتجات يدوية على تسويق منتجاتهن من خلال تنظيم المعارض والأسواق والترويج لمنتجاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا يمكننا أن ننسى ابدا ان هؤلاء النسوة اللواتي واجهنا تحديات متعددة أبرزها قلة الوصول إلى التمويل والتهميش الاجتماعي والاقتصادي وقلة الوصول إلى التكنولوجيا والمعلومات وعبء العمل المنزلي وغياب البنية التحتية المناسبة، وقد تم معالجة هذه التحديات من خلال استراتيجيات متكاملة، فقد أظهر المشروع نتائج إيجابية ملحوظة من بينها السعي الى زيادة الدخل حيث شهدت وتحسين مستوى المعيشة وتمكينهن من المشاركة الفعالة في الحياة العامة والتنمية المستدامة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الريفية.
ويأتي اختتام المشروع مع صدور المرسوم عدد أربعة لسنة 2024 المتعلق بتعزيز دور المرأة في القطاع الفلاحي وتوفير الدعم اللازم لها، حيث سيشكل هذا المرسوم حجر الزاوية في توفير الإطار القانوني والتشريعي اللازم لنجاح اي مشروع وتوفير الدعم المالي والفني الضروري له.
وقد اختتم الحفل بتأكيد على أهمية استمرار هذه الجهود والتزام جمعية المرأة الريفية بجندوبة بمواصلة دعم وتمكين المرأة الريفية والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة فنجاح هذا المشروع أو غيره ليس مجرد إحصائيات وأرقام بل هو قصة تمكين حقيقية تلهم نساء أخريات وتشكل نموذجا يحتذى به في جميع أنحاء البلاد ولابد من أن يحدث هذا النموذج الناجح تأثيرا إيجابيا واسع النطاق على التنمية الريفية في تونس.