كان الجاحظ يكتري حوانيت الورّاقين ويقضي الليل وآناء النهار في القراءة حتى ذبلت عيناه الجاحظتان، فيما كان التوحيدي يلقّب عملية نسخ الكتب التي امتهنها بـ"مهنة الشؤم"، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبشدة، ترى ماذا لو عرف هذان الرجلان فضاءات الإنترنت وخبرا الكتابة بالأزرار والقراءة من خلف الشاشة والترجمة والتجميع والتوثيق والتحقيق عبر محركات البحث الإلكترونية السريعة في عصرنا الراكض نحو السرعة في اختصار الوقت والمسافة والجهد والمال؟