ارتباك وتناقض
واعتبر مراقبون تونسيون أن “رد حركة النهضة على خطاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، يظهر ارتباكًا وتناقضًا واضحين، فهي من جهة لم ترفض وجود خلافات مع رئيس البلاد حول مصير رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، ومن جهة أخرى تصرّ على مواصلة التحالف السياسي معه”.
وقال المحلل السياسي التونسي، مراد بن عبد الله، إن “حركة النهضة اليوم تشعر بحرج غير مسبوق أمام الرأي العام الدولي، بعد أن حملها السبسي المسؤولية عن إنهاء التوافق مع حزب نداء تونس”.
وأضاف عبدالله أن “النهضة كانت أكبر مستفيد من التحالف مع نداء تونس، بعد أن احتمت به في مواجهة الضغوط الدولية المتصاعدة ضد الإخوان، وبعد أن استثمرت فيه طويلًا للبقاء في صدارة المشهد السياسي التونسي”، مشيرًا إلى أن “تخلي السبسي عنها قد يجعلها في فوهة مدفع الشارع والرأي العام الدولي”.
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي والباحث التونسي عبد المجيد جلالي أن “إعلان السبسي نهاية العلاقة مع إخوان تونس كانت خطوة سياسية، بهدف تحميلها مسؤوليتها التاريخية في تهديد تجربة التوافق بالبلاد ووضع النهضة في موقف حرج أمام الرأي العام الدولي بالأساس”.
وكان الرئيس التونسي أعلن أمس الأول الإثنين، عن نهاية التوافق مع حركة النهضة الإسلامية، بسبب دعمها لرئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وقال السبسي، إن “علاقة التوافق التي تجمعه بحركة النهضة الإسلامية، انتهت بعد أن فضلت الأخيرة تكوين ائتلاف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد”.
وأضاف “التوافق حقق لتونس استقرارًا نسبيًا، والآن دخلنا في مغامرة جديدة”.
وتدعم النهضة بقاء الشاهد في منصبه حتى انتخابات 2019، على خلاف حزب نداء تونس الذي جمد عضوية الشاهد في الحزب، بجانب الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي دعا إلى رحيل الحكومة الحالية.