كل متاجر الألعاب لا تفهم أنها تخسر شريحة كبيرة من النساء والآباء السود الذين يريدون دمية سوداء لأطفالهم.
لندن – لم تكن رائدة الأعمال البريطانية جودي فيرنون تنوي أن تصبح صانعة دمى، لكن بعد ولادة ابنتها كلارك، كافحت للعثور على دمى سوداء تمثل عائلتها في متاجر الألعاب المليئة بالشخصيات ذات البشرة البيضاء والعيون الزرقاء.
وجاءت القطرة التي أفاضت الكأس عندما ذهبت إلى متجر لبيع الأشياء المستعملة في لندن وعرضت عليها دمية مستوحاة من رسم كاريكاتوري يعود إلى القرن التاسع عشر طالما اعتُبر عنصريا.
وقالت فيرنون، 31 عاما، من ورشتها ومن منزلها في بريكستون جنوب لندن “أردت فقط شيئا يمثلها”.
وأنشأت خزانة كلارك، وهو متجر عبر الإنترنت يبيع دمى وإكسسوارات في 2014، وقالت “كل متاجر الألعاب هذه لا تفهم أنها تخسر شريحة كبيرة فهناك الكثير من النساء السود والآباء السود الذين يريدون دمية سوداء لأطفالهم”.
وتبيع ماتيل، إحدى أكبر شركات الألعاب في العالم، الدمى السوداء منذ عقود، وهناك سوق متنامية لمجموعة أكثر تنوعا بما في ذلك الأقليات العرقية والأجسام الكبيرة والإعاقات.
لكن متاجر الألعاب في بريطانيا، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، تشهد هيمنة الدمى المبنية على مُثُل الجمال البيضاء، على الرغم من السوق المحتملة الهائلة إذا اتبعت التنوع العرقي.
وتبلغ نسبة السود والآسيويين ومختلطي الأعراق أو من مجموعات الأقليات العرقية الأخرى حوالي 14 في المئة من السكان في إنجلترا وويلز، وفقا لأحدث البيانات الرسمية من تعداد 2011.
وقالت فيرنون “يتعلم الأطفال من خلال اللعب، وإذا لم يتم تمثيلهم في المدارس أو المتاجر أو في منازلهم، فلن يتمكنوا من تقبّل أنفسهم بنفس القدر”.
وفي وقت المراجعة الاجتماعية للعنصرية الراسخة في جميع أنحاء العالم، يتقدم صانعو الألعاب السوداء لتقديم المزيد من الخيارات التمثيلية.
تتراوح تصاميم فيرنون المصنوعة يدويا من حورية البحر الضاحكة ذات المجدل الأرجواني إلى النساء اللاتي يرتدين أغطية رأس من القماش الأفريقي. وطرحت مجموعة عيد الميلاد مؤخرا.
ورأت دورين لورانس، وهي رائدة أعمال أخرى في مجال الألعاب، أيضا فجوة في السوق بالنسبة إلى مجموعتها روبن من الدمى السوداء والدمى المختلطة العرق ذات الشعر الأفرو.
وقالت “بنفس الطريقة التي لدينا باربي وكين، يمكننا الحصول على روبي وروبن”.
وبدأت لورانس، وهي معلمة سابقة، في تطوير خطها بعد أن كافحت للعثور على دمى متنوعة لجلسات اللعب الجماعية في الفصل.
واشترت علبة من الدمى السوداء من الصين، وانتهت الكمية على الفور على موقع إيباي.
ودفعها هذا إلى البدء في صنع دماها الخاصة. لكنها كافحت وخصصت نفقات إضافية للحصول على تفاصيل الدمى بشكل صحيح.
وحتى في الصين، حيث تتمركز معظم الصناعات في العالم، وجدت أن النحاتين الذين يعملون على قوالب لتصميماتها تتضمن ميزات بيضاء نموذجية مثل الأنوف الضيقة كمعيار.
وتابعت “أقول ليست لدينا ميزات من هذا القبيل، وكانوا يقولون إنهم صنعوها دائما على هذا النحو. حتى اللون والشعر، يجب أن أدفع المزيد للحصول عليهما بالشكل الصحيح. فعندما يصنعون دمى بألوان داكنة يتعين عليهم استخدام درجة معينة وعليهم استخدام الكثير منها وإلا فإنها ستبدو رمادية. وهذا شيء لم يفكروا فيه من قبل”.
وقالت يولاندا هيستر، مؤرخة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، إن تجارب لورنس تظهر كيف أن الصناعة لا تزال تفتقر إلى الأساسيات.
ودرست مصنع شيندانا توي، الذي كان يعمل في لوس أنجلس من 1968 إلى 1983 وصنع مجموعة من الألعاب السوداء كجزء من حركة التمكين الثقافي.
وقالت إن المسؤولين واجهوا مشاكل مماثلة مع القوالب من الموردين قبل إنشاء مصنعهم الخاص، لكن نجاح المصنع “أثبت حقيقة أن سوق الدمى العرقية سوق قابل للحياة وأن هناك طلبا دائما على الدمى السوداء”.
مولت كل من فيرنون ولورانس مشاريعهما ذاتيا من خلال مدخراتهما الخاصة، وتأملان في جذب الاستثمار لتوسيع نطاق أعمالهما. وقالت لورانس “أود أن يكون لديّ مصنعي الخاص بحيث يمكنني أن أنتج الدمى الخاصة بي”.
لكن ثبت أن التمويل أمر معقد، مع عدم رغبة المستثمرين في تقديم التمويل. ورُفض طلب فيرنون للحصول على قرض مصرفي. وقالت “قالوا إن الأمر لا يبدو عملا جيدا، وكان هذا هو رد الفعل الذي تلقيته من رجل أبيض مسن”.
وحصل مؤسسو الشركات السود على أقل من 0.5 في المئة من إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري البريطاني بين 2009 و2019، وفقا لتحليل صدر العام الماضي من إكستند فينتشرز غير الربحية.
وقال توم أديولا الشريك المؤسس للمنظمة “الحقيقة الصعبة هي أن غالبية المستثمرين من البيض والذكور، لذلك فهم حراس البوابة”.
ويعمل مشروع فيرنون بشكل جيد بما فيه الكفاية لدرجة أن المستثمرين اتصلوا بها، لكنهم جاؤوا بمطالب ثقيلة منها التحكم الإبداعي.
وقالت، “حتى أن بعض المستثمرين يقولون ‘إذا صنعت دمى سوداء، يمكنك صنع الدمى البيضاء أيضا’، وأنا لا أريد أن أسير في هذا الطريق”.