كارثية الوضع الإنساني ودمارات المرحلة، قضية تستحق الإهتمام من كل صاحب ضمير حي يريد للكائن الكوني حياة أفضل على أرض البسيطة ولا بد في إعتقادي من صحوة جماعية وتبني من طرف المفكرين والفلاسفة والمبدعين لمشروع يعيد الألق لكينونة الكائن ويعيد إليه الإعتبار، حرائق موجعه ومآسي مؤلمة تقضم الامال وتخنق الأرواح وتدمى الأفئدة.
حروب تصنع ومجاعات وأوبئة قاتلة وآليات إعلامية تدفع لتسطيح الوعي وضرب الرغبة في تحصين الوجدان من الخواء والفراغ المريع، لاشيء سوى تحجيم دور الفكر والفن وتكريس اللهاث المتواصل خلف إمكانيات الربح السريع والإشباع البيولوجي. أليس هذا الأمر من أخطر ما يعيشه الإنسان حاليا في كل أنحاء العالم؟
إن إنحسار دور المثقف والثقافة وتغييب الفكر الذي ينجر عنه بصفة آلية غياب المنطق وتسطيح الوعي الإنساني لم يأتي صدفة بل كان نتيجة فعل وتكريس من طرف المنظومة الرأسمالية التي تجلت و تتجلى يوميا في إعلام رديئ يعبث بالقيم الإنسانية الهادفة التي تكرس إنسانا يعيش إنسانيته بفاعلية خلاقة وتعطي معنى لوجوده وتريد تحويله إلى وضع خطير وبائس وتعيس لتبني أمجادها الربحية كما يجعلها تستشرس يوميا وبكل الطرق من أجل تفريغ الكائن وترذيله.
كم نحن بحاجة إلى عقل منير وتفكير جدير بمكانة الإنسان ولا بد من السعي إلى إعادة القيمة الإعتبارية له من طرف سدنة الفكر والعلم و الفن حتى نخرج من هذا النفق المظلم والعتمة القاتلة.