بألم وحزن عميقين، ودّعت مدينة توزر ابنها البار وعاشقها الأصيل عبد الرزاق شريط، الذي وافته المنية تاركًا بصمة خالدة في الذاكرة التونسية. لم يكن شريط مجرد شخصية عابرة في سجل المدينة، بل كان رمزًا للعطاء والتفاني، ومثالًا للإنسان المحب لوطنه وتاريخه.
مقالات ذات صلة:
رحيل الأمين ساسي: خسارة فنية جسيمة للفن التشكيلي التونسي
ذكرى رحيل يحي يحي: المسرحي الذي أضاء ظلام الخشبة
رحيل نجم الكوميديا التونسية محمد المورالي: صانع الابتسامة والناقد اللاذع
عرف عبد الرزاق شريط بحبه العميق لتوزر وبشغفه الكبير بتاريخها وتراثها، حيث كرس حياته لجمع وتوثيق ذاكرة المدينة وساهم في العديد من الأعمال التي تعرّف بتوزر وتبرز سحرها الأصيل. شريط كان عاشقًا لكل حجر وكل زقاق، ووثق بجهده الشخصي ما عجزت عنه المؤسسات، ليكون سفيرًا للمدينة وسرديتها العريقة.
يعدّ شريط من الشخصيات التي أضافت الكثير للثقافة والسياحة التونسية، حيث كان مرجعًا وذاكرةً حيةً تحافظ على أصالة توزر وتاريخها الغني. لقد عمل دون كلل على إحياء التراث وتقديمه للأجيال القادمة، مما جعل لرحيله وقعًا شديدًا وأثرًا لا يُمحى.
وبهذا الفقد الكبير، تخسر توزر واحدًا من أبنائها الأوفياء، وسيظل ذكره خالدًا، إذ أن أعماله وذكرياته ستبقى حيّة في قلوب من عرفوه وأحبوه.