في مثل هذا اليوم، 5 نوفمبر 1946، وُلد أحمد السنوسي، أحد أبرز رموز الفن المسرحي والدرامي في تونس. ابن بلدة السرس، انطلق مسيرته الفنية في أواخر ستينات القرن الماضي مع فرقة الكاف المسرحية، حيث قدم خلالها أعمالًا بارزة مثل "ثورة الزنج" و"الحلاج"، مما جعله يتألق في سماء المسرح التونسي.
مقالات ذات صلة:
الذكرى الثامنة لرحيل الفنان أحمد السنوسي
نعمة: أسطورة تونسية خالدة بين اللحن والصوت.. قصة فنانة أشعلت المسرح وصنعت التاريخ
الأسطورة إنييستا يودع الملاعب: نهاية مسيرة ذهبية
بفضل موهبته الفذة وإبداعه المتجدد، أصبح السنوسي أحد مؤسسي الدراما التلفزية التونسية، حيث لعب أدوارًا رئيسية في مسلسلات خالدة مثل "الدوّار" و"الخطاب على الباب"، إلى جانب "أقفاص بلا طيور" و"غالية" و"العاصفة". تركت هذه الأعمال بصمة عميقة في قلوب المشاهدين، وجعلته رمزًا للدراما الراقية.
على الرغم من نجاحاته الكبيرة، لم يقتصر إبداعه على التلفزيون، بل شمل أيضًا السينما، حيث قدم أفلامًا مثل "شمس الضباع" و"رسالة من سجنان"، مُسهمًا بذلك في إثراء المشهد الثقافي التونسي. ولكن، ومع تراجع حالته الصحية، توارى أحمد السنوسي عن الأضواء، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا عظيمًا.
عُرف السنوسي بخصاله الإنسانية الراقية، حيث كان مثالًا للفنان الذي يسخر موهبته في خدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية. كان آخر ظهور له مع الجمهور في حفل اختتام الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية، حيث تم تكريمه مع مجموعة من المبدعين، مما يعكس التقدير الكبير الذي يحظى به في الوسط الفني.
في ذكراه، نتذكر أحمد السنوسي ليس فقط كممثل بارع، بل كإنسان ترك بصمة لا تُنسى في قلوب محبيه، ونستمر في الاحتفاء بإبداعه الذي سيبقى خالداً في تاريخ الفن التونسي.