الدوحة- أطلق أحد أولياء الأمور أمس صرخة فزع، وذلك خلال زيارته لدار (الشرق) يحمل بين يديه كتابا تعليميا اشتراه أخيرا من معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثلاثين ليهديه لأبنائه، وبمجرد تصفحه لاحظ احتواءه على صور ونصوص قصصية وعناوين تحيل إلى ظاهرة هي الأخطر في ضرب الأخلاق العامة في المجتمعات المحافظة، وهي ظاهرة المثلية الجنسية المتفشية في بعض المجتمعات الغربية، وطالب ولي الأمر بتشديد الرقابة على كتب الأطفال، كما دعا لمعاقبة كل من تخول له نفسه التعدي على عقل الطفل وسلوكه.
الكتاب يحمل عنوان "الاختلاف"، ومترجم عن اللغة الإنجليزية، بما يشي أن اختياره من دار النشر العربية المعروفة في مجال طباعة الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، غير بريء. ويتناول هذا الكتاب في ظاهره مسألة الاختلاف في الثقافات ومنها الأكل والملبس وطريقة العيش والاختلاف في إطار المجتمع الواحد الخ.. الا أنه في باطنه يروج لجريمة أخلاقية هي المثلية الجنسية من خلال اعتماد صور وألوان معينة، بعض تلك الصور تبرز طفلا يعيش بين امرأتين تتكران في أكثر من مشهد داخل النص القصصي ومن بينها الصور المعلقة على أحد جدران البيت، وغيرها، كما يظهر الطفل وهو ينام بين الامرأتين ويتناول الحلوى وهو يجلس بينهما..
في محور آخر من الكتاب بعنوان "الوالدان" يظهر صبي ورجلان يقودون دراجات هوائية في وضعية مثيرة للاستغراب والاستهجان، ولا تخرج عن إطار الظاهرة المرضية الغريبة عن مجتمعاتنا العربية، والتي وجدت دار النشر في الكتاب أداة لترويجها بين الناشئة بشكل ذكي وممنهج، باعتماد الصورة الجاذبة التي تستحوذ على مساحة كبيرة من الصفحات، مقابل عدد قليل من الكلمات يؤكد "الجريمة" ولا ينفيها، وتكمن الخطورة في الصورة آنفة الذكر أنها قد توجه تفكير الطفل خاصة في المرحلة العمرية من 6 الى 10 سنوات لطرح السؤال التالي: لماذا يركب الرجلان ومعهما طفل الدراجة بهذه الطريقة بينما أركبها أنا بطريقة مختلفة؟ ليحاول بعدها تقليد الوضعية ذاتها التي وردت في الصورة وقد يقلده اخوته أو الصبية الذين يلعب معهم.
في صفحة أخرى من الكتاب يظهر أطفال في أعمار تتراوح بين سنتين الى 10 سنوات وهم يرسمون بألوان قوس قزح علم المثليين، حيث تحولت تلك الألوان الجاذبة الى شعار هؤلاء المرضى، ومما يؤكد قولنا أن الألوان التي تم اختيارها في الصورة هي ذاتها الألوان التي يستخدمها المثليون في شعارهم، والتي تقلصت من ثمانية ألوان الى ستة، وهو توجه غربي بامتياز تم استنباطه فنيا ليتوغل في جسد المجتمع الغربي ويفتك بشبابه وبناته، ويبدو من خلال هذا الإصدار التربوي المشوه أن ثمة مخططا لنقل الظاهرة المرضية الغريبة عن المجتمع ونشرها عن طريق اللغة والألوان ليتحول الكتاب من خير جليس إلى قنبلة موقوتة داخل الأسرة، والمجتمع المدرسي.
لقد تفطن ولي الأمر الذي وجد في صحيفة (الشرق) وسيلة للتصدي لمثل هذه الإصدارات الهجينة، الى خطورة ما وقع بين يديه ودفع قيمة ما اشتراه دون أن ينتبه الى أن المحتوى مسموم، وأن مجرد السكوت عنه أو إغفاله قد يهدم ما تم بناؤه طيلة سنوات، بل ويشوه الحقيقة التي تشكلت في المخيال الجمعي عن "الاختلاف" في معناه الإيجابي والمتداول في المجتمعات العربية والإسلامية التي تستمد قيمها ومبادئها من الإسلام دستور جميع المسلمين في أصقاع الدنيا.
