ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم، قامة من قامات الجيش الابيض، طبيب جراح تونسي تكون ومارس مهنته في بلجيكاً وتونس والامارات وهو أيضا محاضر في عديد من البلدان.. استقر به المقام ببلده تونس بعد الثورة ايمانا منه بمستقبل ديموقراطي... شارك في الحياة السياسية ولم يكن تركيزه ايديولوجيا بل اهتم بالحوكمة والشفافية وكان دفاعه عن هذه المبادئ كنائب شعب في الدورة السابقة... وهو الآن مستشار لدى منظمة الصحة العالمية بتونس فيما بخص الكوفيد 19 ...
ضيفي هو الدكتور سهيل العلويني، ادعوكم أعزائي عزيزاتي الى متابعة أطوار هذا الحوار.
* الدكتور سهيل العلويني مساء النور ...
- مساء الخير سليم ،مرحبا بك وبكل قرائك وشكرا على هذه الدعوة.
* الدكتور هل نحن على صواب في اتخاذ قرار العودة المدرسية في هذا الوضع الوبائي المتفاقم ؟
-أكيد...و هذا بديهي لان رجوع الاطفال للدراسة لا يمكن ان يطول الى ما نهاية. فمن الناحية النفسية و البيداغوجية من الضروري ذهاب الأطفال إلى المدرسة بعد طول المدة التي فاقت اكثر من ستة اشهر وهذا خلف لدى الكثير من الأطفال اضطرابات نفسية بابتعادهم عن أصدقائهم والحاضنة المدرسية و التعليمية ولا ننسى انه على مستوى التعليم الابتدائي هناك علاقة عاطفة بين الطفل ومعلمه ومعلمته تساعده على النمو الفكري و الحركي.
و هذا لا ينفي انه يجب على الالتزام بكل البروتوكولات الصحية مع مراعات وضع الصحة المحلي لكل جهة و مدرسة.
* الدكتور سهيل العلويني، كيف تقيم الوضع الصحي في تونس في ظل تفشي فيروس كورونا وسرعة انتشاره تقريبا في كل الولايات؟
- الوضع الصحي اليوم مقلق جدا، وعدد الحالات في تصاعد و في كل الولايات ناهيك اننا وصلنا تقريبا الى القضاء على العدوى في بداية الصيف...
فتح الحدود في رايي كان فيه نوع من التساهل بالاخص مع البلدان التي صنفت خضراء و هذا ما جعل الفيروس يدخل من جديد إلينا و ينتشر مع قلة تطبيق الاجراءات الصحية في الصيف ... ومع هذا يمكن تدارك الوضع اذا اتخذت الاجراءات الصارمة مثل منع الاجتماعات و التظاهرات التي يفوق عدد الحضور 30 شخصا و لبس الكمامة وغسل الايادي و التباعد الجسدي و اتباعها بطريقة تشاركية من كل المواطنين...
* نتحدث اليوم عن ارتفاع عدد الوفايات وكذلك ارتفاع عدد الحالات في الانعاش ، ألا يخيفنا هذا الوضع ؟
- كما هو معلوم فالكوفيد خطورته تكمن في سرعة انتقاله من شخص الى اخرين و هذا ما يفسر ارتفاع اعداد العدوى و الاشخاص الذي يحملون امراض مزمة كالسكري او ضغط الدم او امراض الجهاز التنفسي و السمنة هم الاكثر عرضة للضرر و هذا ما يفسر ارتفاع الوفايات هذه الايام كنتيجةًمباشرة لعدم التزام الجميع. وهذا هو المقلق...
* ماذا تقترح كحلول عاجلة لتطويق هذا الوباء في تونس؟
- الحل في حد ذاته الآن مع افتقادنا للعلاج بالادوية و التطعيم هو الالتزام ثم الالتزام بالتعليمات و البرتوكولات الصحية التي يعرفها الان الجميع . وهذا الى ان تتمكن المخابر التي تعمل ليلا نهار لاصدار تطعيم او دواء يحمينا و يشفينا من فيروس الكورونا المستجد ...
* التوانسة يخشون على أبنائهم من مخاطر العدوى بحلول العودة المدرسية ماذا تقول لهم ؟
- العودة المدرسية هي الاصل و المطلوب و لكن مع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة وهذا ما ينص عليه البروتوكول الصحي و الملزم للجميع و سيقع متابعة الاوضاع من طرف الاطباء المدرسيين و المديرين و هذا بالاتصال مع السلطات المعنية.
لا مجال للخوف بل اليقظة و الحذر.
* هل انت متفائل يا دكتور؟
- متشائل..! الوضع يتطلب نوع من الليونة مع الصلابة résilience...
انا مع الطمئنة على شرط: الالتزام...!
وادعو الاولياء الى الانتباه والحذر في صورة كان الطفل او أحد من اقربائه يعاني من حرارة او كحة ان لا يذهب الى المدرسةً...
آنا، ليس عندي كل المعلومات حول ظروف هذه العودة المدرسية في كل الجهات ...وهذا دور جامعة التعليم والاتحاد في اعطاء الراي.
اذا كان اتباع البروتوكول الصحي غير ممكن فالاصل هو التأجيل و التجهيز لعودة امنةً...
* كلمة الختام
- أشكرك سليم وأشكر مجلتكم توانسة على هذه الدعوة...
نصيحتي للجميع هي الالتزام بلبس الكمامة في الاماكن المغلقة و المزدحمة مع التباعد الجسدي و املي كبير في ان يقع القضاء على هذه الافة بمشاركة الجميع من سلطات و شعب. ..
نتكلم كثيرا عن التشاركية وهنا المجال الحيوي لتطبيقها على ارض الواقع مع نتائج ملموسة و ايجابية...شكرا سليم