ضيفتي اليوم وجه تلفزي ألفه المشاهد في البرامج الرياضية على قناة حنبعل، اشتغلت بقسم الرياضة لمدة لا تقل على 12سنة، ثم راوحت بين البرامج الاجتماعية والاخبارية... اصيبت مؤخرا بفيروس كورونا فاخترت ان تكون ضيفتي حتى نتعرف عن تجربتها مع هذا الفيروس وجديدها على قناة حنبعل... هي الصحفية التي تتألق يوما بعد يوم السيدة امل حداد عزيز... أدعوكم اعزائي عزيزاتي القراء الى متابعة أطوار هذا الحوار
* أمل، مساء النور والسرور... حمدا لله على سلامتك...
- مساء النور سليم مرحبا بك وبكل قرائك الأفاضل وشكرا على هذه الدعوة....
* لو نتحدث عن انتشار فيروس كورونا في تونس، ماذا تقولين ؟
- الكوفيد في الفترة الأولى كان أسهل من هذه الفترة غم اننا كنا خائفين خوفا كبيرا... حائرين لأنه فيروس مستجد حير العالم والعلماء... كان الجميع في منازلهم، وكانت هناك نسبة قليلة من الناس في الشارع لضرورة مواصلة الشغل في القطاعات الحيوية كالصحة والامن والاعلام...
الموجة الثانية هي الأصعب بصراحة، لأن كل الناس في الشارع ولا تعلم عدد المصايين من حولك او حاملي الفيروس الذين تلتقي بهم وتتعامل معهم...!
* كيف انتقل اليك الفيروس؟
- رغم احتياطي والتزامي بالبرتوكول الصحي، حتى انني كنت ارفض الذهاب الى الفضاءات التجارية الكبرى... ومنذ شهر مارس، لم أزر ها... حتى في فصل الصيف كنت دائما احاول قضاء شؤوني من المحلات الصغرى حيث تكون الحركة قليلة....
كنت دائما مواضبة على استعمال الكمامة والمعقّم والمحافظة على التباعد الجسدي، وارفض التواصل مع اي شخص لا يحترم اجراءات البرتوكول الصحي...
ألوم وانصح واغضب من الاصدقاء الذين لا يحترمون الاجراءات الوقائية وادعوهم الى ضرورة تطبيق اجراءات الوقاية ..
صدقا لا اعلم كيف انتقل الفيروس الى جسمي ..! ومن كان سبب هذه العدوى...!
ما اعلمه هو أن في 1 اكتوبر 2020 شعرت برعشة، وشيء من التعب والإرهاق ...
وعندما عدت الى المنزل، تناولت "دوليبران" ثم نمت... وعندما استيقضت من النوم شعرت بتحسن ...
كنت اتصور ان ذلك التعب كان بسبب الشغل والتنقل والحركة... او ربما بسبب المكيف... هذا ما كان في اعتقادي في البداية ...
لأنني في حياتي "ديما ممراضة" واصلت الشغل... يوم الجمعة، ليس لي اي اعراض ولا أشعر بشيء ماعدى عندما افقت في الصباح، شعرت ببعض من التعب...
وفي المساء عدت الى بيتي وتناولت عشائي وتذوقت كل الماكولات... حالتي كانت عادية جدا...
لكن حوالي الساعة 20 و30 دق، شعرت بشيء من التعب... اتصلت ببعض الاصدقاء فنصحوني بشرب " تيزانا" وهنا كانت المفاجأة... لم أتذوق شيئا ...! و لم أشم شيئا...!
عندئذ اغلقت باب غرفتي واتصلت بزوجي وأخي وأخبرتهما بحالي وشكوكي انني مصابة بفيروس كورونا وطلبت منهما ان لا يقتربا مني وان يحضرا لي الدواء اللازم للكوفيد... وفعلا كان الامر كذلك ووضعا لي الدواء امام الباب وانصرفا...
* لو نتحدث عن الاعراض التي شعرت بها جراء فيروس كورونا ؟
- شعرت بتعب شديد في البداية، و غثيان وارتفعت حرارتي "فوارة " اتحسس جسمي، أجده باردا ولكن اشعر بفوارة، قست الحرارة وجدتها 38 ليوم فقط، ومن الغد اصبحت حرارتي عادية 37 درجة.
يوم السبت، افقت صباحا، اتصفح قائمة المخابر المصادق عليها من طرف وزارة الصحة، والمنشورة على صفحتها الرسمية، و اتصلت بها جميعا: مثل مخبر العوينة... مخبر البحيرة... المنار... ولكن لم اتمكن من اجراء التحليل! بتعلة Rupture de stock، صدمت صراحة... لاننا في مرحلة البداية، لم نصل الى المرحلة السريرية و جهاز التنفس... مازلنا في مرحلة التحليل ولم اتمكن من القيام به على نفقتي الخاصة !
لم اشأ ان أطلب SAMU في البداية لانني كنت افكر في غيري من المرضى الذين ربما يكونون في حاجة اكيدة اليه وفي حالة حرجة...
ومن بين المخابر التي اتصلت بها يوم السبت، كان هناك مخبر وحيد قالوا لي تنتظرين الى يوم الخميس المقبل وسنرى ان امكن القيام بالتحليل فتأكدت ان التحليل يجرى بالحجز مسبقا... وهناك قائمة اسمية للمتصلين..فانتظرت دوري...!
وهذا امر خطير، لم نصل بعد الى مرحلة السرير والانعاش... مازلنا في مرحلة انجاز التحليل ...!
واضطررت للاتصال بدكتور في SAMU، تعاملت معه في شهر رمضان "في خدمة" وأخبرته انني لم اجد مخبرا لاقوم بالتحليل، ومنذ البداية قال لي لديك اعراض الكوفيد... وقال لي ايضا انهم يمكن ان يتنقلوا الى منزلي مساء، مع امكانية ان اتنقل اليهم في الحين. انتقلت في سيارتي، وكنت أقودها رغم انني كنت في حالة صحية سيئة، "فشل وغثيان"... ورغم طول المسافة، الا انني لم أشأ ان اسبب العدوى لأحد من افراد العائلة.
قمت بـ"الاختبار" ثم عدت وانا متعبة وشعرت بالتعرق والفشل... ثم اغلقت باب غرفتي ولم استعمل شيئا في المنزل... لان صحة افراد عائلتي عندي بالدنيا... انتظرت نتيجة التحليل، يوم الاثنين... الثلاثاء... لم تظهر النتيجة بعد...! يوم الاربعاء علمت بالنتيجة من معهد باستور.
* ماهي الادوية التي استعملتها في معركتك مع الكوفيد؟
- استعملت "الزانك"، دوليبران 1000، آزرو "فيتامين C، فيتامين B كما شربت الكثير من "التيزانا" ساخنة، لان السوائل مفيدة جدا للبدن، وشربت برشة عصير برتقال، وتناولت اطعمة فيها فيتامين C كذلك، كما ابتعدت عن كل الاخبار المخيفة والسيئة للحفاظ على موجات ايجابية مفيدة في هذه المعركة...
اتحدث مع اصدقائي عبر الهاتف عن اشياء مضحكة... والابتعاد عن الشعور بالخوف لانه ينقص من المناعة ...
* كم من يوم لازمتك فيه اعراض الكوفيد؟
- تقريبا أسبوع فقط، لأن كل شيء عاد الى طبيعته، ذهبت كل الاعراض واستعدت حاسة الشم والذوق... والحمد لله على نعمة الصحة والعافية...
* هل تعتبرين فيروس كورونا مثل نزلة البرد؟
- اعتبره نزلة برد قوية... بالنسبة لي شخصيا نزلة البرد تتعبني اكثر من الكوفيد، و تستمر معي لاسبوعين ...! لانني لا اتناول الكثير من الماكولات واعتبر مناعتي ضعيفة واحمد الله ان الفيروس كان خفيفا معي ...
* ماهي النصائح التي تتوجهين بها للتونسيين؟
- ادعوهم الى الالتزام بتطبيق اجراءات البرتوكول الصحي، من استعمال الكمامة و تعقيم اليدين بشكل مستمر وغسلهما باللصابون، مع تغيير الكمامة كل يوم ...
وانصحهم بالمحافظة على التباعد الجسدي، لان هذا الفيروس خطير ومتحول ولا نعرف كيف يتعامل مع كل جسم... انتبهوا وحافظوا على انفسكم وعلى اهاليكم....
واستفضع تصرف الذين لا يلتزمون بالحجر الذاتي رغم ظهور اعراض الكوفيد، ويذهبون الى المقاهي، و يتجولون في الشارع، اعتبرها صراحة جريمة في حق غيرهم، لانك قد تنقل العدوى لاحد ويموت، فتكون سببا في ايذائه...
ادعوهم الى الالتزام بالحجر لاسبوعين، لحماية انفسكم والمحافظة على غيرهم ...
* لنتحدث الآن عن برنامجك الجديد على قناة حنبعل ؟
- هو اقتراح من ادارة قناة حنبعل قبل اصابتي بفيروس كورونا، حيث اقترح مدير القناة السيد زهير الڨمبري ان اقوم باعداد برنامج عن الكوفيد يواكب الاخبار اليومية لهذا الوباء ويساهم في توعية التونسيين ودفعهم الى التوقي من خطورة هذا الفيروس... كنت سأقدمه بمفردي لكن بما انني اقدم نشرة الاخبار ايضا خيرنا ان يكون ثنائيا انا وزميلي رياض الحمروني... كل يوم اثنين واربعاء بعد نشرة الاخبار بالتناوب بيني وبين رياض، البرنامج عنوانه "وين ماشين" وان شاءالله يقدم الاضافة المرجوة للمشاهد التونسي في كل مكان...
* كيف تقيمين الوضع العام للبلاد؟
- ياحسرة على تونس يا سليم... والله يحزنني حال البلاد الآن وما وصلت اليه من عنف وتفشي الجريمة بشكل خطير... براكاجات... قتل... كل يوم نستفيق على اخبار سيئة ومخيفة...
انعدام الشعور بالأمان... صدقني اصبحت لا اتجرأ على قيادة سيارتي ليلا... ولا اتجرأ حتى على التجوال في النهار...
هذا اضافة الى التلاسن في مجلس النواب والمشاكل الجانبية التي لا تمثل شيئا من اهتمامات التونسيين وعدم الاهتمام بما ينفع الناس وعدم وجود رغبة حقيقية في اصلاح احوال البلد....
التونسي اصبح يعيش في ضغط مستمر واصبح سلوكه عدائيا في الشارع بسبب البطالة والتهميش والفقر...
كل شيء في تونس يحتاج الى اصلاح واتساءل اين المصلحون طيلة هذه العشرية الاخيرة...
لم نر اي انجاز يحفظه التاريخ لهذا الوطن... فقط رأينا مجهودات جبارة من المؤسسة الامنية والعسكرية التي عبرت عن عمق وطنيتها بالتضحية بأرواحها في سبيل الوطن....
ونحن نفتخر بقواتنا الامنية والعسكرية رجال البلاد وحماة الوطن، قدموا تضحيات جسام للبلاد وفدوها بأرواحهم، ماعدى ذلك لم نر شيئا...
ادعوهم الى الاصلاح في كل المجالات... والعمل الحقيقي لاجل رقي هذا الوطن والابتعاد عن اثارة النعرات الجهوية والفتنة ونشر المشاكل الجانبية التي لا تفيد الشعب في شيء... والتي تقودنا الى الوراء لاننا سئمنا هذا الخطاب وهذه الايديولوجيات... اصبحت امنياتنا سماع خبر مفرح!!
صلحوا يفضلكم.. !ما عندنا شيء يفرح...! قلبي يؤلمني لأجل تونس...
* كلمة الختام
- اشكرك سليم جزيل الشكر على هذه الدعوة واشكر مجلتكم وادعو التونسيين الى الالتزام بالبرتوكول الصحي، والمحافظة على سلامتهم وسلامة الناس الغالين عليهم ... وربي يرفع عنا الوباء والبلاء ويمنح مرضانا الشفاء... وتحيا تونس...