تستمر تبعات زلزال "ديب سيك" في التوسع، حيث تلاحق تداعياته أسواق التكنولوجيا العالمية. النموذج الصيني للذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر منافساً قوياً لنماذج مثل "تشات جي بي تي"، أثار ضجة كبيرة في عالم المال بعد إطلاقه، بسبب تكلفته المنخفضة مقارنة بمثيلاته الأمريكية. هذا التقدم التكنولوجي الضخم أدى إلى تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية، ليصبح "ديب سيك" حديث العالم.
مقالات ذات صلة:
الذكاء الاصطناعي: ترند أم فقاعة؟
أسواق الأسهم الأمريكية تزدهر وسط تصريحات ترامب واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
دراسة جديدة تكشف تأثير الاكتئاب على أداء الرؤساء التنفيذيين باستخدام الذكاء الاصطناعي
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
في محاولة للحاق بهذا التقدم، أعلنت الشركات الكبرى في الولايات المتحدة مثل مايكروسوفت وأمازون عن استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي. مايكروسوفت، التي كانت قد أعلنت عن تخصيص 80 مليار دولار في السنة المالية 2025، تهدف إلى بناء مراكز بيانات لدعم أحمال العمل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. أما أمازون فقد وضعت خطة طموحة تنفق بموجبها أكثر من 100 مليار دولار في نفس المجال.
وتستمر الشركات الكبرى مثل ألفابت (جوجل) وفيسبوك (ميتا) في تعزيز ميزانياتها لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. أعلنت ألفابت عن إنفاق 75 مليار دولار في 2025، بينما وضعت ميتا ميزانية قدرها 60 إلى 65 مليار دولار، قائلةً إن هذا العام سيكون حاسماً في مجال الذكاء الاصطناعي.
الصدمة في سوق الرقائق
أثارت المنافسة الصينية القوية هزة في سوق الرقائق، حيث انخفضت قيمة أسهم شركات مثل "إنفيديا" و"برودكوم" بشكل ملحوظ. وتوقع المحللون أن تكون تكلفة إنشاء نموذج "ديب سيك" أقل بكثير من النماذج الأمريكية، مما يثير القلق حول الجدوى الاقتصادية لتكاليف تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. في النهاية، تراجعت أسواق الأسهم العالمية بما يقرب من 800 مليار دولار في يوم واحد، وهو ما دفع قادة شركات التكنولوجيا الأمريكية إلى مراجعة استراتيجياتهم المالية والرد على تساؤلات حادة بشأن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
شركات أخرى تسابق الزمن
إلى جانب الشركات التي أشرنا إليها، قامت تسلا و"إنتل" بتخصيص مبالغ ضخمة للذكاء الاصطناعي. حيث أعلنت إنتل عن إنفاق 5 مليارات دولار على الذكاء الاصطناعي في عام 2024، بينما قامت تسلا ببناء "كورتكس"، مجموعة تدريب تستخدمها لتطوير تقنيات القيادة الذاتية.
تلك الاستثمارات الضخمة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة حرب جديدة في عالم التكنولوجيا، حيث تتسابق الشركات على السيطرة على هذا المجال الواعد. وبالرغم من الهزات التي تعرضت لها الأسواق بعد إعلان "ديب سيك"، إلا أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يزال يبدو واعداً، وستظل الشركات الكبرى تتسابق لتحقيق التفوق التكنولوجي والاقتصادي في هذا المجال المتسارع.