الصفحة 3 من 4
كوابيس مرعبة
اعتاد الأطباء في مستشفى “سان لازارو” في مانيلا، وهو مركز مخصص للأمراض المعدية، على محاربة أشد الأمراض المعدية، لكنهم لم يروا أي شيء مماثل لفايروس كورونا.
وقال الطبيب فيرديناند دي غوزمان البالغ من العمر 60 عاما ويعتبر من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفايروس “إننا نعيش كابوسا حقيقيا”.
ومع وجود عدد محدود من غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي، يضطر الأطباء إلى اتخاذ أحكام مروعة.
وأضاف “نحن لا نحب أن نلعب دور الله. على الأطباء أن يتخذوا القرارات فقط”.
ويخشى الكثيرون من العودة إلى المنزل بعد انتهاء المناوبة. وأوضح الطبيب “نحن نخاف على عائلاتنا”.
ويعترف روجيه إيتوا، وهو طبيب في الكاميرون، وهي من أكثر الدول تضررا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بأن الخوف من الإصابة بالمرض يؤثر أيضا على العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقال إيتوا البالغ 36 عاما، “أعيش مع زوجتي وأولادي. عندما أصل في المساء أهرع إلى الاستحمام، ومن الصعب جدا أن تمنع الأطفال من القفز عليك”.
وإيتوا مدير مركز للرعاية الصحية في دوالا عاصمة الكاميرون. وكإجراء وقائي، بدأ بتناول عقار الكلوروكين الخاص بمعالجة الملاريا. وتابع “نحن خائفون مثل بقية السكان. نخشى ألا نكون قد ارتدينا أقنعتنا وبدلاتنا بشكل صحيح عندما نتعامل مع مريض تظهر عليه أعراض الفايروس”.
وأضاف “من الواضح أننا خائفون من الإصابة به. عندما تستيقظ في الصباح وتعاني من بعض الصداع تسأل نفسك، ماذا لو كنت مصابا بالفايروس؟”.
ووصف أنطونيو ألفاريز، وهو ممرض في وحدة العناية المركزة في “فال دي هيبرون” أكبر مستشفى في برشلونة، المهمة اليومية المتمثلة في الاتصال بأحد أفراد العائلة لوداع الأحباء من وراء الزجاج الواقي، بالمفجعة.
وقال هذا الشاب البالغ من العمر 33 عاما “من الصعب رؤية مرضى وحيدين وليست لديهم عائلة معهم”.
وأضاف “إنهم يودعونهم من الباب وقد تكون هذه المرة الأخيرة التي سيرون بعضهم بعضا فيها” بعد حظر إقامة مراسم الجنازة.
وتابع “إذا كان المريض من أفراد عائلتي، لن أتمكن من رؤيته من خلف الباب… إنه موقف صعب جدا”.