توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف مذهل قد يسهم في علاج الاضطرابات المرتبطة بالخوف، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، والرهاب. ففي دراسة نُشرت يوم الخميس الماضي، شرح الباحثون كيفية تمكن الدماغ من تخطي الخوف الغريزي عبر آلية بيولوجية معقدة، وهو ما قد يكون خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات جديدة للمصابين بهذه الاضطرابات.
مقالات ذات صلة:
الخوف الأكبر في غابات السافانا: الحيوانات تهاب البشر أكثر من الأسود!"
نوبات الهلع: حين يتحول الخوف إلى تهديد قاتل للجسم
الاتحاد الزامبي يمنع مدرب منتخب السيدات من الانفراد باللاعبات خوفاً من الاغتصاب
قادت سارة ميدروس، عالمة الأعصاب في مركز سينسبري ويلكوم بجامعة لندن كوليدج، الدراسة التي أظهرت كيف أن الدماغ يتعلم من خلال التجربة أن بعض المخاطر التي يواجهها ليست حقيقية. في تجارب قام بها فريقها في المملكة المتحدة، تم تعريض فئران لتهديدات متكررة تحاكي الخطر، مثل ظل متحرك يمثل هجومًا من طائر مفترس. ورغم أن هذه التهديدات لم تكن حقيقية، فقد تعلمت الفئران تدريجيًا تجاهلها بعد عدة تجارب.
آلية الدماغ في مواجهة المخاوف الغريزية
أشار الباحثون إلى أن الفئران ليست الوحيدة التي تتعامل مع هذه الأنواع من المخاوف. وفقًا للدراسة، فإن الفئران والبشر يتشاركون في مسارات عصبية مشابهة، ما يعني أن هذه النتائج يمكن أن تكون مفيدة في فهم كيفية تجاوب الدماغ البشري مع الخوف. وباستخدام تقنيات متقدمة لقياس النشاط العصبي، اكتشف العلماء أن منطقة في الدماغ تُسمى النواة الركبية البطنية الجانبية (vLGN) تلعب دورًا رئيسيًا في عملية تعلم تجاهل المخاوف.
فرصة لعلاج اضطرابات الخوف المزمنة
يعتبر هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف هذه المنطقة من الدماغ. يمكن أن تشمل هذه العلاجات الأدوية أو حتى تقنيات مثل التحفيز العميق للدماغ أو الموجات فوق الصوتية الوظيفية. تقول ميدروس إن استهداف النواة الركبية البطنية الجانبية قد يوفر وسيلة فعالة لعلاج اضطرابات مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة.
مستقبل العلاج المبني على الاكتشافات العصبية
في الوقت الحالي، فإن هذه النتائج تمثل خطوة أولى هامة، لكن ميدروس والفريق البحثي يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية هذه الفرضيات في علاج الاضطرابات المرتبطة بالخوف بشكل عملي. إذا تم التأكد من صحة هذه النتائج في الدراسات المستقبلية، قد يصبح لدينا علاج مبتكر يساعد الأشخاص على التغلب على المخاوف المزمنة التي تؤثر على حياتهم.
إن اكتشاف هذا الجانب العصبي في الدماغ يقدم نظرة جديدة ومثيرة حول كيف يمكننا التعامل مع المخاوف الغريزية، ويعزز الآمال في ابتكار طرق علاجية أكثر فعالية لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الخوف.
