اختر لغتك

شوكة حركة الشباب تقوى في شرق أفريقيا

شوكة حركة الشباب تقوى في شرق أفريقيا

شوكة حركة الشباب تقوى في شرق أفريقيا - تشتت الجهود

تشتت الجهود
 
ومع تكثف حشد قواتها في شرق أفريقيا يتساءل الخبراء والمحللون عن الدواعي التي جعلت من الحركة تركز استراتيجياتها القتالية مؤخرا على استهداف القوات الأميركية.
 
تطرق تقرير صادر عن موقع “ستراتفور” الأميركي إلى هذه المسألة بتأكيده في تقرير صادر عنه أن هجوم حركة الشباب الصومالية المتشددة على القوات العسكرية الأميركية في كينيا ينذر بتركيز المجموعة المكثف على الأهداف الأميركية واحتمال تواصل انعدام الأمن في شرق أفريقيا.
 
ويقول الكاتب الأميركي توماس أبي حنا “رغم  استمرار رغبة واشنطن في إضعاف الجماعات الجهادية، مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية، وتدميرها إلا أن تركيزها المتزايد على المنافسة التي تخوضها ضد القوى الكبرى مثل الصين وروسيا يهدد بسحب القوات والموارد من هذه المعركة، مما يمنح هذه المجموعات فرصة جديدة لتطوير نفسها”.
 
وتم تنفيذ أول هجوم تبنته حركة الشباب على منشأة عسكرية أميركية في الصومال منذ بضعة أشهر، كما قُتل أميركيون في هجمات على أهداف كانت سهلة وغير محصّنة في كينيا.
 
وتميز خطاب حركة الشباب في الأشهر الأخيرة بتهديد العديد من الأطراف الخارجية، إلا أن استهداف القوات الأميركية يفتح نقاشا حول تحول هذه الجماعة المتطرفة إلى التركيز على مهاجمة المصالح الأميركية تزامنا مع تشتت تركيز واشنطن بعيدا عن أفريقيا، وهو أمر من شأنه أن يسهّل وقوع المزيد من هذه الهجمات.
 
وبحسب أبي حنا فإن تشتت انتباه الولايات المتحدة وتزايد عدم الاستقرار في المنطقة سيؤديان إلى جعل المصالح الأجنبية والحكومات المحلية في الصومال وكينيا أكثر عرضة للمسلحين.
 
وبدوره يقر مركز “صوفان” للأبحاث الأمنية والعسكرية بأن حركة الشباب حركة تجدد وجودها من جديد وتُظهر القدرة على شن هجمات دون أن تخضع لعقاب.
 
ويؤكد المركز في تقرير صادر عنه أن مقاتلي الحركة أثبتوا قدرتهم على نشر قوتهم خارج حدود الصومال وإلى كينيا، لكنه يتساءل عن مرد عدم معاقبة هذه الجماعة الجهادية التي ضاعفت نفوذها في شرق أفريقيا.
 
وبشأن الدوافع التي أجبرت حركة الشباب على استهداف القوات الأميركية، يؤكد موقع “ستراتفور” أن الضغط العسكري الأميركي المتزايد على الجماعة كان سببا رئيسيا في اهتمام حركة الشباب المكثف بضرب أهداف أميركية.
 
ووفق مؤسسة نيو أميركا، ارتفع عدد الغارات الجوية الأميركية في الصومال، والتي تستهدف حركة الشباب أكثر من غيرها، من 16 في عام 2016 إلى 38 في 2017 ، و43 في 2018 ، و64 في 2019.
 
وردّت حركة الشباب على هذه الهجمات بطرق تهدف إلى إجبار الولايات المتحدة ودفعها إلى سحب قواتها من المنطقة كما حدث في منطقة الساحل بعد الهجوم الذي شنه مسلحون منتمون إلى الدولة الإسلامية في النيجر في سبتمبر 2017 والذي أدى إلى تقليص وجود أميركا في غرب أفريقيا.
 
وتشمل الأسباب الأخرى التي ساهمت في إصرار الحركة على استهداف الأميركيين دعم الولايات المتحدة للحكومة الصومالية، وتوفيرها التدريب وغيره من أشكال الدعم العسكري لكينيا، علاوة على خطابات تنظيم القاعدة التي تصور الولايات المتحدة كعدو أساسي.
 
تسيطر حركة الشباب على مساحات شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء المناطق الريفية من الصومال في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد. وتجمع الأموال عبر ابتزاز المدنيين ورجال الأعمال في المناطق التي تتمتع فيها بنفوذ. وتمتد مشاركة الحركة في الاقتصاد غير المشروع إلى فرض ضرائب على المنتجات الزراعية والأنشطة الإجرامية المتمركزة حول ميناء مقديشو.
 
وساهم النفوذ الداخلي الذي يمتد من الصومال إلى كينيا  في توفير أرضية خصبة سمحت لحركة الشباب بالعمل على مهاجمة القوات الأميركية في كينيا. ويرجع الأمر إلى قدراتها التي تسمح لها بشن العمليات خارج قاعدتها الرئيسية في الصومال. حيث يتطلب النجاح في ضرب هدف عسكري محصن، وخاصة قاعدة للولايات المتحدة في كينيا، موارد وتنسيقا أكبر مما هو مطلوب للهجوم على هدف غير محصّن في كينيا أو على هدف عسكري في الصومال.
 
ونفذت الحركة سلسلة من الهجمات على أهداف أميركية بارزة في غضون 10 أيام. ومن بين هذه الهجمات، شنت هجومين آخرين في أماكن أخرى من كينيا. وكان الأول تفجيرا انتحاريا في 8 يناير بالقرب من البرلمان الصومالي والثاني في 28 ديسمبر في مقديشو أين أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا. ويتوقع المحللون أن ترجع مسؤولية كل هجوم إلى خلية منفصلة وفقا لطريقة عمل حركة الشباب المعهودة.
 
وتستمد الحركة قوتها من انغماسها داخل الهيكل العشائري في الصومال، حيث نجحت في مواجهة الخسائر على مر السنوات بترميم قاعدة مقاتليها.
 
تضع حركة الشباب الصومالية في استراتيجياتها الآنية العديد من الأهداف التي تسعى لتحقيقها مستقبلا ومن أهمها طرد القوات الأجنبية من الصومال قصد إنشاء إمارة إسلامية في شرق أفريقيا.
 
 

آخر الأخبار

أزمة احتكار السلع وارتفاع الأسعار في تونس بين غياب الرقابة الجادة وضرر المواطن

أزمة احتكار السلع وارتفاع الأسعار في تونس بين غياب الرقابة الجادة وضرر المواطن

شيرين اللجمي تخوض تجربة جديدة بأغنيتها المغربية "كي ليوم كي غدا"

شيرين اللجمي تخوض تجربة جديدة بأغنيتها المغربية "كي ليوم كي غدا"

حكم بالسجن 3 سنوات وغرامة 30 ألف جنيه على الفنان سعد الصغير بتهمة حيازة مواد مخدرة

حكم بالسجن 3 سنوات وغرامة 30 ألف جنيه على الفنان سعد الصغير بتهمة حيازة مواد مخدرة

الحكم بالسجن 6 سنوات وغرامة نصف مليون دينار في قضية استيلاء على أموال عمومية

الحكم بالسجن 6 سنوات وغرامة نصف مليون دينار في قضية استيلاء على أموال عمومية

الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يعبر عن معارضته لتوريد البطاطا ويطالب بمراقبة الجودة

الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يعبر عن معارضته لتوريد البطاطا ويطالب بمراقبة الجودة

Please publish modules in offcanvas position.