أغلبية الجمهوريين في المجلس ستقطع الطريق على محاولات الديمقراطيين لعزل الرئيس الأميركي.
واشنطن - خيمت أجواء مشحونة بالتوتر ونقاشات حادة على مجريات جلسة محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجلس الشيخ الأميركي على خلفية اتهامات وجهت له من قبل الديمقراطيين بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، كما اقرهما مجلس النواب في ديسمبر الماضي.
وبدأت النقاشات في إطار المحاكمة لعزل ترامب بمعركة مريرة حول ضوابطها مع اتهام الديمقراطيين للجمهوريين بتدبير تبرئة بحسب رغبة رئيس الولايات المتحدة.
ورفض مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، جميع طلبات الديمقراطيين المقدمة لتعديل إجراءات محاكمة الرئيس الأميركي، خلال الجلسة الإجرائية المنعقدة لهذا الخصوص.
وصوّت المجلس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، في جولات متتالية، برفض التعديلات التي تقدم بها زعيم الديمقراطيين في المجلس، تشاك شومر، حسب ما بثته وسائل إعلام محلية ودولية من الجلسة.
وضمن الطلبات المرفوضة، استدعاء شهود جدد إلى المحاكمة، وكذلك استدعاء جون بولتون، مستشار ترامب السابق لشؤون الأمن القومي، للشهادة في القضية.
كما رفض المجلس، المطالبة بجلب أوراق ومستندات البيت الأبيض، وطلب إحضار وثائق من وزارة الخارجية، وأخرى من مكتب الميزانية، المتعلقة بالمساعدة الأمنية في أوكرانيا.
ومن خلال مجريات الجلسة الأولى، يبدو أن أغلبية الجمهوريين في المجلس ستحول دون عزل دونالد ترامب وستضع حدا لمساعي الديمقراطيين.
وطالب الديمقراطيون مجلس الشيوخ بعزل الرئيس الجمهوري بسبب ضغطه على أوكرانيا من أجل إجراء تحقيق في أنشطة نائب الرئيس السابق جو بايدن، وهو خصمه السياسي المحتمل في انتخابات الرئاسة، ثم عرقلة التحقيق في الأمر.
ووصف الديمقراطيون ترامب بأنه خطر على الديمقراطية والأمن القومي في الولايات المتحدة. وندد ترامب ومحاموه بالمساءلة وقالوا إنه لم يرتكب أي خطأ، وإن الديمقراطيين يحاولون فقط منع إعادة انتخابه.
وفي برنامج المحاكمة، جلسات استماع مدتها 24 ساعة للاتهام ومثلها للدفاع ليقدم كل طرف حججه، كل ذلك في ستة أيام حدا أقصى، ثم 16 ساعة مخصصة لأسئلة أعضاء مجلس الشيوخ.
وبـ53 نائبا من أصل 100، يمكن للجمهوريين الفوز بجميع عمليات التصويت الإجرائية حيث من المضمون أن يكونوا قادرين على تبرئة ترامب في نهاية المطاف.
وقال نائب ديمقراطي متقربا من حفنة من أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين الذين يعتبرون أكثر اعتدالا "نحتاج إلى أربعة جمهوريين على استعداد لاختيار جانب العدالة".
وأضاف "سيواجه الشيوخ الجمهوريون خيار اكتشاف الحقائق أو الانضمام إلى ميتش ماكونيل والرئيس ترامب في محاولة التستر".
وترامب لن يحضر المحاكمة وهو الرئيس الثالث فقط الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1999.
لكنه اغتنم رحلته إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس للترويج لـ"عودة الحلم الأميركي"، ووصف محاكمته مرة أخرى الثلاثاء بأنها "مهزلة" و "حملة شعواء".