دائرة الخوف
ورغم أن علمية اختيار خليفة للعدناني، تمت في سرية تامة ووفق ظوابط معقدة، إلا أن الجزئية الأبرز في هذه العملية، هي حالة القلق التي بات أبوبكر البغدادي يعيشها بعد تتابع عمليات اغتيال العناصر التي يثق بها، بدءًا من وزير مالية التنظيم عبد الرحمن القادولي، وصولا إلى أبي محمد العدناني.
وكفشت تقارير إعلامية، أن زعيم داعش، فرض إجراءات أمنية مشددة على كافة القيادات التي استقبلها، بدءًا بأعضاء مجلس الشورى ثم المترشحين لشغل منصب "الناطق الرسمي بإسم التنظيم".
وأضافت تلك المصادر، أن "البغدادي، وحفاظاً على سلامته أثناء عقد هذه اللقاءات، قرر أن يتولى سائق خاص يختاره هو، نقل كل قيادي من داعش، على أن يحتفظ السائق بهاتفه الجوال، وأي جهاز إلكتروني آخر، ليتجنب الكشف عن مكانه، ولو بشكل غير متعمد، عن طريق المخابرات الأميركية".
وبرَّر البغدادي قراره الغريب، بكون غالبية القيادات التي قتلت بضربات جوية أمريكية، كانت تحتفظ بهواتف نقاله وأجهزة إليكترونية، ما سهل استهدافها.
وهناك تفسير آخر للإجراء، مفاده أن "الشخص الجديد الذي سيشغل موقع العدناني في تنظيم داعش، سيعمل بالقرب من أبوبكر البغدادي، القائد المبهم للتنظيم، والذي غاب عن الظهور في الفترات الأخيرة بشكل علني، ما يفتح باب التخمينات على أكثر من فرضية".