"من قبل بمليم واحد فأنا منه براء إلى يوم الدين"، هكذا حذر رئيس الجمهورية التونسيين من مغبّة بيع تزكياتهم للمرشحين للانتخابات الرئاسية، داعيا إياهم إلى الانتباه من الاندساس والمغالطات التي قد تشوب عملية جمع التزكيات.
مكاسب جديدة للأمومة والأبوة في قانون 2024: نحو دعم شامل للأسرة والمولود
ففي خطابٍ له اليوم الجمعة 19 جويلية 2024 من برج الخضراء، أعلن رئيس الجمهورية ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، موجها رسائل عدة للمواطنين الذين سيقومون بتزكية المترشحين، اذ انه دعا إلى ضرورة اليقظة والحذر من كل من يحاول استغلالهم أو شراء تزكيتهم، مؤكدا على ضرورة عدم قبول أي أموال من المترشحين، لأن ذلك يمس من نزاهة العملية الانتخابية ويشوّهها.
ولم يفوّت رئيس الجمهورية الفرصة دون توجيه رسائل مشفرة لمن وصفهم ب"البعض الذين سقط عنهم القناع"، مؤكدا أنهم سيظهرون على حقيقتهم في الأيام القادمة، ودعا التونسيين إلى عدم شخصنة السلطة لأن الأهم هو مصلحة تونس وبقاؤها، فهي الباقية بينما نحن عابرون.
المحكمة الابتدائية بتونس: السجن ومنع الترشح لرئيس الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي
وشدد على أهمية الفصل بين السلط وتجنب التأثيرات غير القانونية في العملية الانتخابية، داعيا إلى تركيز جهود الجميع على بناء تونس الجديدة، تونس المستقبل التي تتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش، مؤكدا على ضرورة أن تكون الحملة الانتخابية فرصة لبناء الثقة بين الحاكم والمحكوم، وأن تكون تزكية المواطنين للمترشحين مبنية على أسس سليمة ونزيهة.
فهل ستستجيب دعوة الرئيس لوعي المواطنين وتكون تزكيتهم خالصة لوجه الوطن؟ أم أن المال السياسي سيجد له طريقا للالتفاف على إرادة الناخبين؟ أسئلة تفرض نفسها في المشهد السياسي التونسي اليوم، وهل سيشهد العرس الانتخابي القادم نزاهة وشفافية أم أن الشوائب ستعود من جديد لتشوبه؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة بالتأكيد.
إيمان مزريقي