اختر لغتك

نبيل القروي ورقة لم تُفد الجزائر للتقرب من قيس سعيد

نبيل القروي ورقة لم تُفد الجزائر للتقرب من قيس سعيد

نبيل القروي ورقة لم تُفد الجزائر للتقرب من قيس سعيد

الرئيس الجزائري يسعى للاحتماء بصورة قيس سعيد والتقرب منه عبر ورقة نبيل القروي الذي انتهى سياسيا خصوصا بعد سقوط المنظومة التي كانت تقودها حركة النهضة.
 
تونس- قرّر القضاء الجزائري الثلاثاء الإفراج عن رجل الأعمال ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، في خطوة يرى مراقبون أنها تعكس فشل الجزائر في المراهنة على القروي الذي انتهى سياسيا وشعبيا للتقرب من الرئيس التونسي قيس سعيد.
 
وقال المحامي الهاشمي بخوش، وكيل الدفاع عن القروي، في تصريح نقله موقع “سبق برس” الإخباري المحلي في الجزائر، إن “قاضي التحقيق لدى القطب الجنائي المتخصص في قسنطينة أمر بالإفراج عن الأخوين القروي وباقي المتابعين في القضية المفتوحة ضدهما”، مشيرا إلى أن الإفراج عن موكليه تم بعد “تقديمهما ضمانات بالحضور إلى جلسة المحاكمة التي لم يتم تحديد تاريخها”.
 
وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت في الثامن والعشرين من أوت الماضي نبيل القروي وشقيقه غازي القروي داخل شقة متواضعة في حي شعبي وسط مدينة تبسة، التي وصلا إليها بعد عبورهما الحدود البرية بطريقة غير شرعية هروبا من الملاحقة القضائية في تونس.
 
ويرى مراقبون أن الجزائر سعت لمغازلة الرئيس التونسي والتقرب منه عبر ورقة نبيل القروي الذي يعتبر كثيرون أنه انتهى سياسيا، خصوصا بعد سقوط المنظومة التي كانت تقودها حركة النهضة حليفة القروي.
 
وقال الباحث السياسي التونسي محمد ذويب “أفرج القضاء الجزائري الثلاثاء على نبيل وغازي القروي بعد شهرين من التوقيف في انتظار محاكمتهما مستقبلا في قضايا أخرى”.
 
وأضاف “يبدو أن الجزائر قد حاولت التقرب من سعيد عبر ورقة القروي خصم الرئيس التونسي في الانتخابات الفارطة، ولكن سعيد الذي يريد تمتين علاقات تونس مع جميع الدول والخروج بها عن منطق التحالفات والمحاور لم ينفع معه هذا التمشي الجزائري”.
 
وتابع “القروي انتهى سياسيا ولم يعد له وزن لا هو ولا حزبه خاصة بعد الاستقالات الأخيرة ومع الشروع في المحاسبة وفتح الملفات التي تدين حزب قلب تونس وقياداته وبالتالي محاسبة القروي في تونس قادمة بقطع النظر عن إيقافه في الجزائر”.
 
واستنتج ذويب أن “الجزائر فشلت في جرّ الرئيس سعيد إلى محورها خاصة بعد توتر علاقتها بمصر وموقفها المساند لمشروع سد النهضة وأيضا صراعها التاريخي مع المغرب حول الصحراء”.
 
ويرى مراقبون أن الرئيس الجزائري يسعى  للاحتماء بصورة سعيد النظيف وصاحب الشعبية حتى داخل الجزائر بسبب نجاحه في قلب منظومة توصف بأنها فاسدة ومنبوذة في بلاده.
 
وكثف الرئيس عبدالمجيد تبون في الفترة الأخيرة من حديثه عن دعم تونس التي تعيش على وقع وضع انتقالي، في خطوة قال مراقبون جزائريون إنها لا تظهر اهتماما رسميا جزائريا بمساعدة تونس ورئيسها سعيد بقدر ما تكشف عن سعي تبون للبحث عن متنفس لعزلته الإقليمية بعد القطيعة مع المغرب والتوتر الحاد مع فرنسا.
 
وكان تبون قد ذكر في تصريحات للإعلام المحلي أن “من يمسّ تونس يمسّ الجزائر، وأن الجزائر تقف إلى جانب تونس في مختلف الظروف، وأن زيارته المرتقبة ستكون بمعية نصف الطاقم الحكومي”.
 
 ويسعى سعيد لتأسيس نظام جديد يقطع مع المنظومة السياسية السابقة التي وضع أسسها تيار الإسلام السياسي الذي قادته حركة النهضة لأكثر من عشر سنوات والذي سعت الجزائر لاستقطابه ودخلت في تحالف إقليمي داعم له في المنطقة من خلال تمتين علاقتها بتركيا وانحيازها إلى مجموعات وميليشيات تسيطر على الغرب الليبي وعلى العاصمة طرابلس.
 
وكانت التحقيقات في قضية القروي قد أفضت إلى توقيف أشخاص آخرين سهلوا عبوره الحدود، بينهم صاحبة الشقة التي كان يقيم فيها في تبسة.
 
وفي الرابع من سبتمبر الماضي أحيل القروي على القضاء في محكمة قسنطينة، حيث تقرر وضعه قيد السجن المؤقت برفقة عدد من المتهمين الآخرين، فيما وجهت تهمة تكوين شبكة للمساعدة على دخول التراب الوطني بطريقة غير قانونية.
 
ولا يعرف ما إذا كانت السلطات الجزائرية ستسمح للقروي بمغادرة البلاد إلى وجهات أخرى، أم أنه سيتم الإبقاء عليه في البلاد إلى حين محاكمته.
 
ويعتبر قلب تونس الذي أصبح القروي رئيسا له في الخامس والعشرين من جوان 2019، من الأحزاب الفتية التي ظهرت في المشهد بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي شهدتها البلاد في العام 2019 والتي جاء فيها ثانيا بثمان وثلاثين نائبا برلمانيا.
 
وفي وقت سابق أفرج القضاء التونسي عن نبيل القروي المتهم بقضايا فساد وتبييض أموال، بسبب تجاوز المدة القانونية للإيقاف، عقب سجنه لمدة ستة أشهر.
 
وتحدثت مصادر من حزب قلب تونس عن مغادرة القروي وعدد كبير من نواب حزبه البلاد خوفا من ملاحقتهم عقب الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيد، من بينها تجميد نشاط البرلمان لمدة ثلاثين يوما وإقالة حكومة هشام المشيشي، فضلا عن إعلانه محاربة الفساد بالبلاد.
 

آخر الأخبار

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

أيام تحسيسية مشتركة لدعم انتقال المجامع التنموية النسائية إلى شركات أهلية

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

حين يلتقي النقيضان: أطول امرأة في العالم وأقصرهن يتقاسمان لحظة لا تُنسى!

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

Please publish modules in offcanvas position.