اختر لغتك

السعودية تفشل "انقلاب" كوالالمبور

السعودية تفشل "انقلاب" كوالالمبور

خطابية ماليزية عن عودة عصر سليمان القانوني ومهاتير يداري إحراجه بحديث عن عدم إقصاء أحد.
 
كوالالمبور - فشلت قمة كوالالمبور في أن تجذب إليها الأنظار ككتلة إسلامية بديلة يمكن أن تلعب دورا مغايرا لمنظمة التعاون الإسلامي التي تديرها السعودية وتحتضن مقرها، خاصة في ظل غيابات مؤثرة كان أبرزها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وكذلك الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ما اعتبره متابعون للقمة بمثابة فشل لخطة “الانقلاب” على السعودية التي نجحت في أن تدفع القمة إلى نفي وجود أيّ نية لمحاصرة الرياض.
 
وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، في كلمة هدفت بالأساس إلى نفي “التآمر” على الرياض، “نحن لا نميز ولا نعزل أحدا”، في مسعى واضح إلى تبريد غضب السعودية الذي أثار غيابها تكهنات بأن القمة تهدف إلى تحدي نفوذ المملكة.
 
ويعتقد المتابعون للقمة أن سعي مهاتير محمد إلى التهدئة والتبرّؤ من وجود مؤامرة أو انقلاب يعكس وجود ضغوط سعودية كبيرة مورست على الدول التي تم استدعاؤها إلى القمة لمنع أيّ انزلاق نحو تشكيل كيان بديل لمنظمة التعاون الإسلامي، يكون منصة للتفرقة والاستقطاب بدل الوحدة.
 
واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، الأربعاء، أنه ليس من مصلحة المجتمع الإسلامي عقد اجتماعات خارج إطار المنظمة التي كانت على مدى عقود الصوت المجمّع للعالم الإسلامي.
 
وأضاف العثيمين أن قيام عضو بعقد اجتماعات تخص العالم الإسلامي خارج إطار المنظمة هو شق للتضامن الإسلامي وتغريد خارج السرب، وتابع قائلا إن “أيّ إضعاف لمنصة منظمة التعاون الإسلامي هو إضعاف للإسلام والمسلمين”.
 
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد في اتصال هاتفي أجراه معه مهاتير محمد أن القضايا الإسلامية الكبرى يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي ومقرّها جدة.
 
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون أن يذكر المنظمة بالاسم، إن أكبر مشكلة تواجه المنابر التي تجمع العالم الإسلامي هي الافتقار للتنفيذ.
 
وأضاف في كلمته خلال قمة كوالالمبور “إذا كنا لم نحرز أيّ تقدم بعد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذا كنا لا نزال غير قادرين على إيقاف استغلال مواردنا، وإذا كنا لا نزال عاجزين عن قول ‘كفى’  لتشرذم العالم الإسلامي بسبب الطائفية، فهذا هو السبب”.
 
ويشير محللون سياسيون إلى أن نفوذ السعودية ليس فقط وجودها على رأس منظمة التعاون الإسلامي، فهي تقيم علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع دول مثل باكستان التي لا يمكن أن تغامر بخسارة الاستثمارات السعودية الكبرى لإرضاء غرور الرئيس التركي رجب أردوغان وخططه في استعادة النفوذ العثماني القديم في العالم الإسلامي.
 
ويقول المحللون إن باكستان اختارت النأي بنفسها عن اللعبة التركية والقطرية الهادفة إلى استفزاز السعودية، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزيرة الإعلام الباكستانية فردوس عاشق أعوان حين قالت في تصريحات للصحافيين في إسلام آباد إن “باكستان تريد أن تشارك في الحل لا أن تشارك في المشكلة”.
 
ووجد السلطان عبدالله أحمد شاه، ملك ماليزيا نفسه مجبرا على الحديث في قضايا التاريخ مثل الحديث عن عهد السلطان العثماني سليمان الأول، الذي يعرف باسم سليمان القانوني، معربًا عن أمله في إعادة أمجاد الماضي، ووضع الحضارة الإسلامية في المكانة التي تستحقها.
 
لكن التهدئة الخطابية التي أظهرها مهاتير محمد أو رجب طيب أردوغان خلال القمة لم تخف الرغبة في استفزاز السعودية خاصة من خلال اللقاء الذي جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وما تم خلاله من إشارات إلى المملكة.
 
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن روحاني القول إن “العلاقات بين طهران والدوحة تتطور باستمرار، ووقفنا ونقف إلى جانب دولة قطر، وندين أيّ ضغوط أو قيود تمارس ضد هذا البلد”.
 
وذكرت الوكالة أن أمير قطر أشاد بموقف إيران من المقاطعة المفروضة على الدوحة، وقال “نحن نثمّن موقف إيران ولن ننسى ذلك”.
 
ولفت المراقبون إلى أن قطر التي تسوّق لفتح قنوات التواصل مع السعودية، تعمد في كل مناسبة إلى إظهار أنها لا تقيم وزنا لعمقها الخليجي، وأنها تسعى لتوسيع العلاقات مع إيران وتركيا في تناقض مع رغبتها في إغلاق أزمتها التي تستمر منذ صائفة 2017، وتحتاج منها إلى تنفيذ حزمة من الشروط بينها إعادة النظر في علاقاتها الخارجية التي تؤدي إلى تهديد الأمن القومي الخليجي مثل استضافة قوات تركية على أراضيها.
 
 

آخر الأخبار

صفقة جديدة لتعزيز صفوف سبورتينغ المكنين لكرة اليد: الحارس ماجد حمزة ينضم للفريق

صفقة جديدة لتعزيز صفوف سبورتينغ المكنين لكرة اليد: الحارس ماجد حمزة ينضم للفريق

النخلة فضاء جديد في سوسة لبيع و ترويج دقلة النور و مشتقاتها

النخلة فضاء جديد في سوسة لبيع و ترويج دقلة النور و مشتقاتها

النادي الإفريقي: مواجهة مستقبل قابس بتشكيلة متجددة وشراكة أمريكية تاريخية

النادي الإفريقي: مواجهة مستقبل قابس بتشكيلة متجددة وشراكة أمريكية تاريخية

جيش البرباشة: 10 آلاف جندي في معركة النفايات والاقتصاد الوطني

جيش البرباشة: 10 آلاف جندي في معركة النفايات والاقتصاد الوطني

رشاد العرفاوي أساسي في مواجهة مستقبل قابس: فرصة لإثبات الذات

رشاد العرفاوي أساسي في مواجهة مستقبل قابس: فرصة لإثبات الذات

Please publish modules in offcanvas position.