بغداد – في جلسة خاصة ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الإعلام العربي الرابع، الذي تحتضنه العاصمة العراقية من 20 إلى 24 مايو 2025، قدّم الدكتور مصطفى المهدي، الممثل العام للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، عرضاً معمقاً حول مبادرة "الإنذارات المبكرة للجميع" (EW4All)، مسلطاً الضوء على أهمية الإعلام في تعزيز الاستجابة المجتمعية للكوارث والمخاطر المناخية.
أدار الجلسة السيد باسل الزغبي من اتحاد إذاعات الدول العربية، وركّزت المداخلات على أهمية إنشاء أنظمة إنذار مبكر شاملة وفعّالة بحلول عام 2027، انطلاقاً من أربع ركائز أساسية: معرفة المخاطر، والرصد والتنبؤ، ونشر التحذيرات، والتأهب للاستجابة.
وأكد الدكتور المهدي على أن التكنولوجيا الحديثة عندما تُدمج بشكل ذكي مع الإعلام، تصبح أداة إنقاذ حقيقية، قادرة على تقليل الخسائر البشرية والمادية. وقال:
"الاتصالات ليست ترفاً في زمن الأزمات، بل خط الدفاع الأول. التحدي الحقيقي هو ضمان وصول التحذير المبكر إلى جميع الناس، وفي الوقت المناسب، خصوصاً في المناطق الأكثر هشاشة."
وشدد على أن المبادرة تركّز على استخدام آليات بث متعددة وموثوقة، وتوسيع البنية التحتية الرقمية لتأمين وصول التحذيرات البيئية إلى أكبر عدد ممكن من السكان.
خبراء وإعلاميون في ورشة "الإنذار المبكر للجميع"
جاء هذا العرض ضمن ورشة عمل حملت عنوان "الإنذار المبكر للجميع – EW4All والتوعية"، شارك فيها ممثلون عن مؤسسات إعلامية وبيئية مرموقة من بينها BBC، واتحاد الإذاعات الآسيوية، ووزارة البيئة العراقية، حيث ناقش الحاضرون سبل تعزيز الشراكة بين الإعلام ومؤسسات الرصد البيئي لتطوير إعلام استباقي قادر على حماية المجتمعات وتثقيفها.
من تونس إلى بغداد: الإعلام العربي في قلب معركة المناخ
وتزامناً مع هذه الورشة، عقدت ندوة صحفية بمناسبة الإعلان الرسمي عن انطلاق مؤتمر الإعلام العربي الرابع، الذي يُنظم لأول مرة خارج مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، بالشراكة مع شبكة الإعلام العراقي.
وفي كلمته خلال الندوة، قال عبد الكريم حمادي، رئيس شبكة الإعلام العراقي:
"بغداد اليوم ليست فقط عاصمة للوعي والحضارة، بل منصة عربية للتجديد الإعلامي، وبيت العرب الكبير."
من جانبه، أكد المهندس عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، أن المؤتمر يمثل محطة نوعية في مسيرة التعاون الإعلامي العربي، معرباً عن ثقته في أن توصياته ستكون قابلة للتنفيذ وذات أثر مباشر.
نحو "إعلان بغداد" وخارطة طريق عربية
يناقش المؤتمر على مدار خمسة أيام عدداً من المحاور الجوهرية، من أبرزها:
- مدخل إلى التغير المناخي
- الإعلام والتغير المناخي: الواقع والتحديات
- الشراكة والتعاون البيئي
- التكوين والتدريب الإعلامي في المجال البيئي
ومن المنتظر أن يُختتم المؤتمر بإصدار وثيقة "إعلان بغداد"، كخارطة طريق عربية لتوجيه الإعلام نحو مناخ أكثر وعياً وفاعلية.