رغم الحجر الصحي الاجباري والموجّه الذي فرضته الدولة التونسية توقيا من انتشار فيروس"كوفيد 19" المستجدّ ورغم غلق المؤسسات الثقافية العمومية بمنشور صادر في الغرض عن وزيرة الشؤون الثقافية اختارت دار الثقافة "أحمد بوليمان" بمعتمدية باب سويقة بالمدينة العتيقة بالعاصمة والتي تشرف على ادارتها الأستاذة آمال الطالبي وبدعم واشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس مرافقة روّادها في حجرهم الصحي ومواصلة تنظيم دورة جديدة من مهرجانها السنوي الرمضاني الخاص بـ"ليالي باب سويقة"/
برمجة افتراضية يومية تتميّز بتشريك عدد من الجمعيات التراثية في التنظيم وتقديم مادة تراثية متنوّعة الى جانب تأثيث فقرات هذه البرمجة من قبل عدد من مبدعي ولاية تونس عامة وباب سويقة خاصة إذ لم تقطع هذه المؤسسة الثقافية مع مهرجان ليالي باب سويقة ولا مع موروثها الثقافي ونظمت برنامج حلقات رقمية بالشراكة مع جمعية "موروثنا" حيث استرجعت سهرات الـ"كافيشنطا" بساحة "البيقة" حسب التسمية التاريخيه لتكرّم هذه المؤسسة ومن خلال هذه السهرات الفنية الرمضانية التاريخية الفنانين الذين مروا من هنا وقدّموا في تاريخهم عدة سهرات رمضانية بعدد من الاماكن التاريخية بالمنطقة.
وفي الاطار ذاته عرض نادي الفنون التشكيلية ونادي الإعلامية بدار الثقافة باب سويقة وبصورة يومية وعلى الصفحة الرسمية لهذه المؤسسة على شبكة التواصل الاجتماعي الـ"فايسبوك"وعبر الـ"يوتوب"ومن خلال فيديوات بثّت عبر القناة الخاصة بجمعية"موروثنا" الشريك الرئيسي في هذا البرنامج الثقافي الرمضاني تعريفا وعبر حلقات متسلسلة بشخصيات من اصيلي باب سويقة كما عرضوا من خلال هذه الفيديوات تقاليد وعادات رمضان وتحضيراته الى جانب التعريف بـ" جماعة تحت السور" من خلال حلقات خاصة بكل من علي الدوعاجي وعبد العزيز العروي الى جانب مجهودات نادي "بانوراما الادب" بدار الثقافة والذي تشرف عليه الشاعرة والروائية فتحية الهاشمي ذات الصلة.
وفي اطار تنشيط الذاكرة الجماعية وتشريك متابعي هذا البرنامج الثقافي نظّمت هذه المؤسسة الثقافية مسابقة في التشنشينات وقدّمت مجموعة من الحكايات التاريخية الهادفة ومن خلال الحكم والامثال الشعبية وذلك تحت عنوان "قالوا ناس بكري".
وساهم في تأثيث هذه السهرات الرمضانية عدد من الاطفال من روّاد دار الثقافة منهم الفتاة مريم ميعادي وعدد من المختصين الجامعيين منهم الدكتورة نزهة بوخريص و الأستاذة رجاء السعيدي الى جانب بعض الشخصيات الفنية والابداعية أصيلي منطقة باب سويقة ومنهم هشام سلام ،عبد الكريم الباسطي،عزالدين الشتيوي ،محمد الهادي الصغير،فتحية الهاشمي وكريم عبد السلام الهادي حيث تحدث هؤلاء عن تاريخ مقرّات اقامتهم أو ما يسمّى "الحومة العربي" الفني وكل بطريقته الفنية الابداعية المختلفة عن الآخر ليؤثثوا بانوراما الحكاية توثيقا لذاكرة المكان ليسترجع متابعو الصفحة الفايسبوكية لدار الثقافة تاريخ باب سويقة آيام زمان.
ومن جهتها تقدّم الاستاذة أنس كعاب سلسلة يومية بعنوان"حكاية ودبارة" وهي سلسلة غذائية مفيدة للمرأة التونسية في مطبخها الرمضاني من خلال جملة من الوصفات الغذائية لطبق رمضاني عائلي متنوّع شهيّ وصحي أما الاستاذ عز الدين الشتوي فقدّم ولا يزال مجموعة من الحكايات التاريخية تحت عنوان"حكايات ربط باب سويقة"حيث يقدّم تعريفا بخصوصيات شهر رمضان وعبر حلقات متتالية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وقد لقي هذا المهرجان الثقافي الرمضاني الافتراضي متابعة هامة من قبل عدد كبير من روّاد دار الثقافة المنظّمة وشركائها وذلك ضمن مشروع ثقافي افتراضي من الضروري دعمه والمراهنة على جدواه وفعاليته من قبل آليات الدعم بوزارة الشؤون الثقافية.