أفادنا السيد يونس السلطاني رئيس تحرير مجلة"الحياة الثقافية" التي تصدر عن وزارة الشؤون الثقافية أنه تخليدا لذكراه وتكريما لمسيرته الحافلة بالعطاء واعترافا منها بجيل المؤسسين والثلة البارزة التي تحمّلت مسؤولية الدولة والشأن الثقافي على وجه الخصوص، أذنت السيدة شيراز العتيري وزيرة الشؤون الثقافية بإصدار عدد خاص بفقيد الساحة الإعلامية والثقافية الأستاذ الشاذلي القليبي الذي وافته المنية يوم الأربعاء 13 ماي الجاري.
ووجّه رئيس تحرير المجلة بالمناسبة نداء الى الراغبين من الإعلاميين والأدباء في تأثيث هذا العدد الخاص برجل الفكر والثقافة والاعلام والسياسي المحنّك الاستاذ الشاذلي القليبي للمشاركة في هذا العدد الاستثنائي من خلال ما يتوفّر لديهم من دراسات جادة و وثائق و صور نادرة و بورتريهات و تسجيلات مع الفقيد و شهادات ممن جايلوه، على العنوان الالكتروني للمجلة حيث من المنتظر ان يصدر هذا العدد بعد 10 جوان القادم.
جدير بالذكر ان المحتفى به في هذا العدد الاستاذ المرحوم الشاذلي القليبي له مسيرة زاخرة انطلقت من بداية الستينيات حيث أسس وزارة الثقافة وتولى شؤونها وشؤون وزارة الإعلام من عام 1961 الى 1979 تخللها توليه منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية كما شارك في تحرير معظم الصحف والمجلات الوطنية، ونشر العديد من المقالات السياسية والبحوث وألقى الكثير من المحاضرات الأدبية ومؤلفات باللغتين العربية والفرنسية وكانت له آراء صريحة ومتحررة في كل المشكلات التي تجابه المجتمع العربي، كالعلاقة بين العروبة والإسلام، وحول قضية المرأة العربية، والنفط، والنظام الاقتصادي العالمي الجديد، والحوار العربي الأوروبي الأفريقي.
يحمل الفقيد وسامي الجمهورية والاستقلال وعددا كبيرا من الأوسمة العربية والأجنبية، وكان رابع مسؤول يشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية من 1979 وحتى 1990 تاريخ استقالته منها بسبب رفضه الشديد للغزو الأجنبي للعراق.
وكان الأستاذ الجليل الشاذلي القليبي رحمه الله مثقفا لامعا، التحم تفكيره بالواقع وانشغل بالمشاكل الحية فيه، حيث تفاعل معه على خطوط التماس بين النضال والممارسة، فاشتغل على الثقافة على أنها مفهوم شامل يربط تاريخنا بحاضرنا وبمستقبلنا وعلى أنها كنه فكر ونظر وذوق وموقف وسلوك وخطاب مع الكون ومع الناس.
وبالنسبة إليه فان الثقافة هي مجموعة عناصر مادية وغير مادية، ثابتة ومتحولة، موروثة ومستحدثة، وهي أيضا أشكال تفكير وسلوك ونظم حياة ومن هذه النظرة الشاملة للثقافة، ومن ممارسة فكرية متجذرة ومتحررة، انطلق الشاذلي القليبي، فكان مبدعا متميزا أثرى المكتبة التونسية والعربية بأعمال وإصدارات ثمينة وتطرق الى أنواع كتابة عدة.
وتقف اسهامات الفقيد القيمة كالصرح، شاهدة على مسيرته الإبداعية في الحقول الفكرية والسياسية والثقافية نذكر منها مقالات سياسية وأبحاثا في المجالات الأدبية واللغوية والثقافية، وعدة كتب منها "الثقافة رهان حضاري"، "العرب أمام قضية فلسطين"، و "من قضايا الدين والعصر"، و "أمة تواجه عصرا جديدا"، و"الشرق والغرب، السلام العنيف اليوم وغدا".
وبعد الثورة التونسية وتحديدا عام 2012، صدر له كتاب مرجعي بعنوان " Habib Bourguiba radioscopie d'un règne" يحكي فيه مذكراته عن مسيرة الحبيب بورقيبة.