استطاعت دار الثقافة "أبو القاسم الشابي" بالمنيهلة بإدارة الأستاذ فتحي المدوري أن تحقّق قفزة نوعية من خلال كثرة الأنشطة الثقافية وتنوّعها، بالإضافة إلى نشاط نوادي الاختصاص واحتضان الدار لفعاليات المهرجان الصيفي بالمكان وبعثها لعديد التظاهرات وإعادة إحيائها لتظاهرات أخرى ممّا جعلها قبلة لمبدعي الجهة وللهواة في شتى المجالات الإبداعية ولمختلف الشرائح رغم أنها تقع في منطقة شعبية.
وقد تطوّر نشاط الدّار ببعث جمعية مبدعي دار الثقافة بالمنيهلة التي يترأسها الأستاذ فتحي المدوري والتي عرفت كيف تعمل لاسيما أنّ هيئتها تضم نخبة من كفاءات ومن مبدعي الجهة، فساهمت في الحراك الثقافي بالمنطقة واستطاعت أن تسدّ الفراغ الذي تركته اللجنة الثقافية المحلية بالمنيهلة التي وقع جلّها ككل اللجان الجهوية والمحلية.
وقد حققت دار الثقافة "أبو القاسم الشابي" بالمنيهلة بالتعاون مع الجمعية المذكورة نجاحات كبري لدرجة أن الفضاء المذكور أصبح أشبه بخلية النحل لكثرة روّاده، وهذا يحسب للمؤسسة وللجمعية المذكورتين، ولا ننسى كذلك مجهودات المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بأريانة وعلى رأسها الأستاذة سميرة العموري.
وككل المؤسسات العمومية، فقد احترمت الدار المذكورة إجراءات الحجر الصحي بمختلف مراحله، إلا أنها لم تكف عن النشاط حيث اعتمدت على التقنيات الحديثة والتعامل عن بعد باستعمال الأنترنات للربط بين المتدخلين على غرار مشاركتها في تظاهرة شهر التراث التي أقرت وزارة الإشراف تنظيمها عن بعد في بادرة تحسب لها ولكل مؤسسات العمل الثقافي التي شاركت في هذا العرس الثقافي التراثي السنوي.
وبصدور بلاغ وزارة الشؤون الثقافية بخصوص العودة التدريجية للنشاط الثقافي، انطلقت الدار والجمعية المذكورتان (من 27 ماي المنقضي وإلى غاية 4 جوان الجاري) في العمل وفق اجراءات الحجر الصحي الموجه تبعا لما جاء في المراسلة التوجيهية للسيدة وزيرة الشؤون الثقافية عدد 2330 بتاريخ 6 ماي 2020، حيث تمّ استئناف العمل مع اعتماد نظام الحصة الواحدة ومع احترام مبدإ التباعد الاجتماعي والحرص على استعمال وسائل الوقاية والحماية واستئناف عمل النوادي باعتماد المحامل الرقمية والافتراضية والفتح التدريجي لنشاط المؤسسة مع اعتماد مبدإ التباعد الاجتماعي وإجبارية حمل كمامات وتعقيم الأيادي قبل الدخول على ألاّ يتجاوز عدد الرّواد نصف طاقة استيعاب الفضاء المخصص.
أمّا النشاط الفعلي فسيعود يوم 4جوان الجاري وفق توقيت العمل المضبوط بالأمر 424/2019 بتاريخ 10 ماي 2019، ليحتضن الفضاء الخارجي للدار خلال الفترة القادمة فعاليات النسخة الجديدة للمهرجان الصيفي بالمنيهلة، ليتم الإعداد بعد ذلك للموسم الثقافي المقبل من خلال تظاهرات ومهرجانات وأنشطة سنعود إليها بالتأكيد لنشملها بالتغطية.