✍️ بقلم: عزيز بن جميع
في رواق اتحاد الكتّاب التونسيين، تألق الشاعر الكوميدي فيصل الصمعي، في قراءات شعرية معاصرة، مزجت بين الضحك العابر والحزن العميق، بين النقد الساخر والوجع المستتر. كان حضوره لافتًا، وكلماته نابضة بالحياة، تفيض عطراً وفكاهة ودهشة.
الصمعي، الذي يغرد دائمًا خارج السرب، أعادنا إلى زمن الجراري والسملالي والخميسي، لكنه فعل ذلك بأسلوب عصري، فيه الكثير من الجُرأة والاختلاف. تناول مواضيع غير مألوفة، من الحافلة الشعبية إلى وصية الموت، ومن زواج ابنته إلى مأساة الباكالوريا، فحوّل تفاصيل الحياة اليومية إلى قصائد تنبض صدقًا وسخرية مريرة.
حفل التقديم زاده تألقًا حضور الأستاذ الشاذلي القرواشي، الذي منح اللقاء بعدًا ثقافيًا راقيًا، فيما لامس المشهد ذروته الإنسانية بلحظة عناق صادقة بين فيصل الصمعي وابنه، لحظة اعتراف بالجميل اختزلت الكثير من الحب والامتنان.
فيصل الصمعي لا يكتب فقط شعرًا، بل يرسم ملامحنا في مرآة ساخرة، يضعنا أمام ذواتنا ويجعلنا نضحك ونفكر في آن. شكراً فيصل... شاعر المحبة والاختلاف.