✍️ بقلم: عزيز بن جميع
من دهاليز السياسة إلى رحاب الفكر والثقافة، سلك محمد بالنور مسارًا مميزًا، اتسم بالثراء والتنوّع، وكان عنوانًا لتحوّل هادئ وعميق في المشهد التونسي.
انطلق بالنور في الثمانينات ضمن نشاط سياسي كثيف، رفقة أسماء بارزة مثل أحمد الصياح وأحمد بن صالح، ليواصل حضوره بعد الثورة عبر تجربة حزب التكتل الديمقراطي بقيادة مصطفى بن جعفر. لكنها لم تكن نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة اختار فيها الكلمة والمعرفة بديلًا عن الشعارات والمنابر.
في صالون الكتاب، كان محمد بالنور أحد أبرز الشخصيات الثقافية، من خلال تعاونه مع دار نيرفانا للنشر، حيث تجلّى حضوره بهدوء المفكر وثراء الكاتب. مسيرة تتقاطع فيها الالتزام السياسي والعمق الفكري، لتنتج صورة مثقّف يكتب بوعي من عاش التحولات الكبرى من الداخل.
تحية لمحمد بالنور، الذي عرف كيف ينتقل من منطق السلطة إلى سلطة المنطق... من برلمان السياسة إلى منابر الفكر.
أبدعت يا سي محمد.