اختر لغتك

 
امتلاك قيس سعيد لرؤية في الإصلاحات تدفع إلى تقدم المفاوضات مع صندوق النقد

امتلاك قيس سعيد لرؤية في الإصلاحات تدفع إلى تقدم المفاوضات مع صندوق النقد

المؤسسة المالية الدولية تعلن مواصلة التفاوض لحصول تونس على قرض جديد.

يبعث إعلان صندوق النقد الدولي عن تحقيق تقدم في المفاوضات الرامية إلى منح تونس دعما ماليا إشارات واضحة مفادها أن الرئيس قيس سعيد يملك رؤية للإصلاحات المطلوبة لإنعاش الاقتصاد التونسي، وذلك في الوقت الذي يردد فيه خصومه اتهامات له بأنه لا يملك تصورا لحلحلة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

تونس- أعلن صندوق النقد الدولي مساء الأربعاء تحقيق تقدم وصفه بالجيد في المفاوضات مع تونس من أجل الحصول على دعم مالي في وقت تعيش فيه البلاد أوضاعاً اقتصادية متردية تتزامن مع مسار سياسي انتقالي يقوده الرئيس قيس سعيد.

ورأت أوساط سياسية تونسية ومحللون أن إعلان صندوق النقد يفند ادعاءات المعارضة وخصوم الرئيس سعيد الذي اتهموه مراراً بأنه لا يملك رؤية إصلاحية للأوضاع المتردية، في محاولة لإرباكه هو والمسار الذي يقوده.

وقالت المؤسسة المالية الدولية في بيان “أحرزنا تقدما جيدا وسنواصل نقاشاتنا في الأسابيع المقبلة لبحث مساعدة مالية محتملة”.


وشملت “الزيارة الافتراضية” -التي أجريت في الفترة الممتدة من الرابع عشر إلى الثاني والعشرين من فبراير- بشكل أساسي نقاشات فنية لفحص و”فهم” الإصلاحات التي اقترحتها تونس مقابل حصولها على برنامج مساعدات ثالث خلال 10 سنوات.

ولم يذكر رئيس البعثة كريس جيريغات في البيان تفاصيل عن المقترحات التونسية، لكنّه “شكر السلطات على الاجتماعات البنّاءة”.

وتعاني تونس من صعوبات اقتصادية خطرة، مع ديون تزيد عن 100 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتضخّم مرتفع (أكثر من 6 في المئة) ونمو ضعيف ومعدّل بطالة مرتفع (أكثر من 18 في المئة).

ويعد إعلان صندوق النقد الدولي مساء الأربعاء إشارة إلى أن الرئيس سعيد -الذي يتهمه خصومه بعدم امتلاك تصورات واضحة للإصلاحات المرتقبة والتي يشترطها المانحون الدوليون- له برنامج اقتصادي قد يساعد على انتشال البلاد من أزمتها المتفاقمة.

وقال المحلل السياسي باسل الترجمان إن “اليوم عملية الإصلاح التي بدأها الرئيس تستكملها الحكومة في صمت بعيدا عن الكذب وفي ظل شفافية وستقدم نتائجها بكل وضوح ودون كذب وإخفاء للحقائق، وإعلان صندوق النقد يفند مزاعم المعارضين والمصطادين في الماء العكر حول عدم وجود رؤية لحل الأزمة الاقتصادية للبلاد”.

وتابع الترجمان أنه “قبل أن نتطرق إلى الموضوع من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار التصريح الصادر على الصفحة الرسمية للسفارة الأميركية بعد أن التقى السفير بنورالدين الطبوبي والذي دعا فيه إلى مناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه تونس وأهمية القيام بعملية إصلاح شاملة تشمل النقابات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وهذا يعكس أن هناك رؤية دولية تتغير بسرعة باتجاه واجب وأهمية الإصلاح في تونس بعد سنوات من الخراب والفساد الذي جسدته منظومة ما بعد 2011”.

واعتبر المحلل السياسي التونسي أن “التقدم هو نتيجة فهم عميق أيضاً من قبل الأطراف الدولية -وأولها البنك الدولي وصندوق النقد- لأهمية هذا الإصلاح وتحملها جزءا من المسؤولية الأخلاقية والمالية جراء ممارسة الأطراف السياسية التي حكمت البلاد خلال العشرية الماضية والتي تسببت في إغراق تونس بـ120 مليار دينار تونسي ديوناً لم يستفد منها الشعب لكن أبناءه سيدفعونها. رؤية الرئيس سعيد هي توجه تسير به الحكومة عبر سياسات متخصصة، والطرح ناجع حيث أصبحنا نتطرق إلى زيادة الاستثمار وخلق الثروة بعد عشر سنوات من العبث”.

وكانت تونس طلبت برنامج مساعدات جديد بقيمة 4 مليارات دولار في ربيع 2021، لكنّ صندوق النقد الدولي اشترط أن يقترن البرنامج بتطبيق “إصلاحات عميقة وهيكلية”.

وأشار الصندوق خصوصاً إلى ارتفاع فاتورة رواتب موظفي القطاع العام (16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي) الذين يناهز عددهم 650 ألفا، ودعا إلى إصلاح شامل لنظام دعم أسعار المنتجات الأساسية وخاصة الطاقة.

ومنذ الخامس والعشرين من جويلية الماضي، وهو التاريخ الذي اتخذ فيه الرئيس سعيد جملة من الإجراءات الاستثنائية التي اعتبرها خصومه -وفي مقدمتهم حركة النهضة الإسلامية- انقلابا، يردد هؤلاء أن تونس تعيش عزلة وأنها لن تستطيع إقناع المانحين الدوليين وشركائها بوجوب الحصول على دعم تسد به العجز الحاصل في الميزانية.

لكن هناك إشارات واضحة تفند تلك الإدعاءات على غرار تصريح نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج الذي ذكر قبل أيام أن تونس لا تعيش عزلة دولية بعكس ما يتم الترويج له.

وقال بلحاج في تصريحات لوسائل إعلام محلية “بالطبع تونس ليست في عزلة وكل الشركاء والأطراف الداعمة لها موجودون وجميعهم يقولون نفس الشيء: ساعدونا لكي نساعدكم، وتونس هامة جدا سواء على المستوى الجيواستراتيجي أو على مستوى المسار الديمقراطي الذي تحقق، وكان لها دائما دور ريادي على غرار دور المرأة أو دورها في التعليم، وكانت منذ سنوات عديدة توجد وسط الاهتمامات الإيجابية لمختلف الأطراف”.

 

آخر الأخبار

الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا عقب دعم باريس لموقف المغرب بشأن الصحراء الغربية

الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا عقب دعم باريس لموقف المغرب بشأن الصحراء الغربية

يوسف سنانة يثير الجدل: إعارة إلى ترجي جرجيس وسط غياب ومطالب بفسخ العقد!

يوسف سنانة يثير الجدل: إعارة إلى ترجي جرجيس وسط غياب ومطالب بفسخ العقد!

مهرجان أوذنة الدولي: ثاني سهرات الدورة الرابعة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية

مهرجان أوذنة الدولي: ثاني سهرات الدورة الرابعة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية

إصابة محمد أمين الحمروني تتطلب راحة طويلة وتدخلًا جراحيًا

إصابة محمد أمين الحمروني تتطلب راحة طويلة وتدخلًا جراحيًا

مهرجان أريانة: سوء تنظيم وترحيب  "بالمعارف" بدل الصحفيين

مهرجان أريانة: سوء تنظيم وترحيب "بالمعارف" بدل الصحفيين

Please publish modules in offcanvas position.