اختر لغتك

 
روسيا تُخرج ضغوط الغاز على الجزائر إلى العلن

روسيا تُخرج ضغوط الغاز على الجزائر إلى العلن

وفد روسي يزور الجزائر لنقل رسائل قوية إلى الحكومة الجزائرية.

يستعد وفد روسي لزيارة الجزائر في الأيام المقبلة، في خطوة تخرج ضغوط الغاز على الجزائر إلى العلن، خاصة في ظل انزعاج من موسكو من شريكها التقليدي في شمال أفريقيا، بسبب إعرابه عن استعداده لضخ كميات إضافية من الغاز للقارة الأوروبية.

الجزائر - ينتظر أن يحل وفد روسي رفيع المستوى بالجزائر في غضون الأيام المقبلة، وهي زيارة تأتي في ذروة الأزمة الأوكرانية، وأزمة إمدادات الغاز إلى أوروبا، الأمر الذي يجعل الجزائر في صدارة الدول الغازية التي تمتد إليها ضغوط الروس مبكرا، بعدما أبدت استعدادها لضخ كميات إضافية لشركائها الأوروبيين.

ويحل في العاصمة الجزائرية في غضون الأيام المقبلة وفد دبلوماسي وصف بـ”رفيع المستوى”، في زيارة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل، نظرا لتزامنها مع تصاعد الأزمة الأوكرانية، وتفاقم الصراع على إمدادات الغاز بين موسكو الراغبة في الحفاظ عليها كورقة ضغط بين أيديها، وبين نوايا أوروبية في التقليل من الاعتماد عليها وعلى ضغوطاتها الاستراتيجية.

وذكرت تقارير محلية أن “وفدا روسيا رفيع المستوى سيحل بالجزائر شهر مارس الجاري”، دون تفاصيل أخرى عن تركيبة الوفد ولا الأجندة التي في حقيبته، غير أن الأنظار تتوجه كلها إلى ملف الغاز، والتداعيات الطاقوية التي أفرزتها الأزمة الأوكرانية.

ويبدو أن الروس منزعجون من شريكهم التقليدي في شمال أفريقيا، بعد الإشارات التي تحدثت عن استعداد الجزائر لضخ كميات إضافية في السوق الأوروبية، بناء على الطلب المتصاعد من طرف بلدان الجنوب الأوروبي، ولذلك يريدون نقل رسائل قوية للطرف الجزائري.

وتكرس الزيارة المنتظرة حالة الارتباك الدبلوماسي الجزائري، جراء الضغوط المتزايدة بسبب إمدادات الغاز، ووقوعها بين مطرقة أوروبا وسندان الروس، رغم أنها بلد ليس له تأثير كبير في السوق الطاقوي نتيجة تواضع إمكانياته الإنتاجية والتسويقية، غير أن قربه الجغرافي من أوروبا جعله في صدارة الوجهات المفضلة للأوروبيين.

وتجسد الارتباك المذكور في التصريح الأخير الذي أدلى به الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الحكومية المحتكرة للقطاع توفيق حكار، لصحيفة “ليبرتي” المحلية الناطقة بالفرنسية، حيث نُقل عنه “استعداد الجزائر لضخ إمكانيات إضافية للتخفيف من حدة الطلب المتزايد”، لكنه تراجع عن تصريحه في نفس يوم صدوره، وجرّ الصحيفة إلى القضاء بتهمة “التلاعب وتحريف تصريحه”.

وأكد بيان صادر عن إدارة الشركة أن “الرئيس المدير العام لم يدل للصحيفة بما ورد على صفحتها الأولى، وأن تصريحه تعرض للتحريف والتلاعب من طرف الصحافي”، وهو ما اعتبر رسالة موجهة للسفير الروسي في الجزائر، مضمونها “التزام الجزائر بشراكتها الاستراتيجية وعلاقتها التاريخية مع روسيا، وعدم المساس بالمصالح الروسية في المجال الطاقوي”.

وتأتي الزيارة الروسية المرتقبة للجزائر في أعقاب زيارة أداها وزير الخارجية الإيطالي جون لويجي دي مايو، رفقة وفد رسمي هام، بحث خلالها إمكانية تزويد الجزائر لبلاده بكميات إضافية من الغاز، وقد يكون قد حصل على ضمانات بشأن ذلك، حسب التصريحات التي أدلى بها لوسائل إعلام.

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد ذكر في آخر تصريح له لوسائل إعلام محلية، أن بلاده “رفعت إنتاج النفط بنحو 14 في المئة والغاز بنحو 23 في المئة خلال العام 2021″، وهو ما يعني أن الجزائر تكون قد ضخت أو على وشك ضخ كميات إضافية في الأسواق الأوروبية.

وذكرت بيانات رسمية جزائرية أن الجزائر رفعت مساهمتها في السوق الغازية إلى نحو 11 في المئة، ومرشح أن يبلغ الرقم سقف 15 في المئة في المدى القريب، وهو ما سيوفر عائدات جديدة للخزينة العمومية المأزومة، خاصة مع ارتفاع الأسعار الذي يمكّنها من إتاحة تحريك الجبهة الاقتصادية شبه المشلولة خلال السنوات الأخيرة.

وترتبط الجزائر بشراكة استراتيجية وعلاقات تاريخية مع موسكو منذ عدة عقود، حيث حولت حكومات الاستقلال دعم المعسكر الاشتراكي لثورة التحرير، إلى الانخراط في المعسكر السوفيتي إلى غاية سقوطه نهاية الثمانينات، ثم استمرت تلك العلاقات مع الوريث الجديد دولة روسيا.

وتجمع البلدين صفقات تعاون عسكري ولوجستي ضخمة تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، منذ التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي المبرمة العام 2006 بين بوتفليقة وبوتين، كما يعتبر الروس الممون الأساسي للجيش الجزائري بمختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، بما فيها منظومة “أس – 400″، وهو ما يعتبر ورقة ضغط في يد الروس، إذا سارت الجزائر في مسعى عدم احترام الورقة الغازية الروسية، أو تقديم نفسها كبديل ولو بشكل نسبي.

وكانت الجزائر قد امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة، عند عرض قرار إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما اختلفت القراءات بشأنه، بين من وصفه بـ”العقلاني” الباحث عن موقع محايد في الأزمة، وبين من وصفه بـ”المرتبك”، لفتقاده إلى الجرأة لأنه يستهدف عدم إزعاج أي من الطرفين، رغم الخطاب القائل بدعم الجزائر لاحترام سيادة الدول والشعوب.

وتم في الآونة الأخيرة، إبرام اتفاق تعاون بين شركة سوناطراك الجزائرية و”غاز بروم” الروسية، من أجل تطوير القدرات الاستكشافية والإنتاجية في أكبر محطات الغاز بالجزائر، وكان ينتظر أن تبدأ نتائج الصفقة مع مطلع العام 2025، وهو الاتفاق المرجح أن يكون في صميم المباحثات المنتظرة بين الطرفين، في ظل التداعيات التي أفرزتها الأزمة الأوكرانية.

 

آخر الأخبار

الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا عقب دعم باريس لموقف المغرب بشأن الصحراء الغربية

الجزائر تسحب سفيرها من فرنسا عقب دعم باريس لموقف المغرب بشأن الصحراء الغربية

يوسف سنانة يثير الجدل: إعارة إلى ترجي جرجيس وسط غياب ومطالب بفسخ العقد!

يوسف سنانة يثير الجدل: إعارة إلى ترجي جرجيس وسط غياب ومطالب بفسخ العقد!

مهرجان أوذنة الدولي: ثاني سهرات الدورة الرابعة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية

مهرجان أوذنة الدولي: ثاني سهرات الدورة الرابعة تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية

إصابة محمد أمين الحمروني تتطلب راحة طويلة وتدخلًا جراحيًا

إصابة محمد أمين الحمروني تتطلب راحة طويلة وتدخلًا جراحيًا

مهرجان أريانة: سوء تنظيم وترحيب  "بالمعارف" بدل الصحفيين

مهرجان أريانة: سوء تنظيم وترحيب "بالمعارف" بدل الصحفيين

Please publish modules in offcanvas position.