باريس- منذ اندلاع الحركة الاجتماعية في فرنسا قبل نحو أسبوعين ضد إصلاح نظام التقاعد، أصبحت بعض مسارات الدراجات في باريس تشبه أحياناً طواف فرنسا للدراجات، كما انتعش سوق الدراجات الهوائية، الذي لجأ إليه العديد من الفرنسيين كوسيلة لتنقل في ظل الإضراب الشامل.
فبفضل نقاط القياس الـ56 المثبتة في كل مكان تقريبا في العاصمة الفرنسية باريس، يمكن لإدارة الطرق والسفر بالمدينة أن تعرف في الوقت الفعلي عدد الدراجات الهوائية التي تسير على شبكة المسارات المخصصة لها.
منذ بدء الإضراب ضد الإصلاح الحكومي لنظام التقاعد، الذي شل وسائل النقل العمومي في البلاد ويتوقع أن يتواصل حتى نهاية العام الجاري؛ تم تسجيل أعلى نسبة لاستخدام الدراجات الهوائية في باريس؛ إذ تضاعف تحركها الأسبوع الماضي ثلاث مرات تقريبا في اليوم الواحد.
وهو ما رحب به كريستوف ناجودوفسكي، مساعد عمدة باريس، عن حزب ”الخضر أنصار البيئة”، الذي يدعو إلى الحد من استخدام السيارات نظرا لمساهمتها الكبيرة في التلوث البيئي الذي تعاني منه العاصمة الفرنسية؛ حيث ازداد عدد مستخدمي الدرجات الهوائية.
كما انعكس هذا الإضراب الذي يشل القطارات المتاجر المتخصصة في بيع الدرجات الهوائية بزيادة طلبات الشراء، وارتفع سعرها في المحلات وعلى منصات بيع الوسائل المستخدمة عبر الإنترنت.
وقبل أسبوع من عيد الميلاد، لا إشارات واضحة لاحتمال انتهاء هذه التعبئة الاجتماعية ضد الإصلاح الحكومي لنظام التقاعد، واذا استمر الإضراب في الأيام المقبلة، فسيؤثر ذلك بشكل كبير على مغادرة الفرنسيين لتمضية إجازة العيد.