اختر لغتك

الاتحاد الأوروبي للأتراك: لن نرضخ لابتزازاتكم

الاتحاد الأوروبي للأتراك: لن نرضخ لابتزازاتكم

الاتحاد الأوروبي للأتراك: لن نرضخ لابتزازاتكم

الموقف يزداد توترا على الحدود التركية اليونانية مع ازدياد عمليات تدفق اللاجئين.
 
 
جدد الاتحاد الأوروبي في بيان لوزراء خارجية الدول الأعضاء، رفضه استخدام تركيا لورقة اللاجئين كأداة ضغط سياسية وذلك في وقت تواصل فيه أنقرة تحشيد اللاجئين على حدودها مع بلغاريا واليونان ما يمثل مدعاة للتساؤل عن تداعيات ذلك وإمكانية حدوث أزمة إنسانية شبيهة بتلك التي عرفتها أوروبا في 2015، والخيارات التي قد يذهب فيها الاتحاد الأوروبي وشركاؤه في ظل “تعنّت” أنقرة.
 
زغرب - قال وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إن قرار تركيا فتح حدودها مع اليونان للمهاجرين، في تجاهل لاتفاقها مع التكتل عام 2016 بشأن المهاجرين، غير مقبول وإن أي ضغط سياسي من هذا النوع سيقابل بالرفض.
 
وقال وزراء الخارجية في بيان عقب اجتماع في زغرب “يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددا قلقه البالغ من الوضع على الحدود اليونانية التركية ويرفض بشدة استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة ضغط لتحقيق أغراض سياسية”.
 
وبعد تداولهم حول الخيارات المتاحة أمامهم أكد وزراء الخارجية أن “الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي غير مقبول”. وأضافوا في عبارات موجهة أيضا لأنقرة “لا يجب تشجيع المهاجرين على محاولة العبور بطريقة غير مشروعة سواء برا أو بحرا”.
 
ويأتي بيان الاتحاد الأوروبي في وقت أبلغ فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بضرورة إعادة النظر في اتفاقية الهجرة المبرمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
 
ويرى مراقبون أن هذه الدعوة تأتي في إطار سياسة تركيا التي تعتمد على ابتزاز شركائها، ما يجعلهم يعزّزون إنفاقهم على احتفاظ أنقرة باللاجئين.
 
وجاء بيان المسؤولين الأوروبيين بعد ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية بين روسيا وتركيا.
 
ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق لا يثني تركيا عن مواصلة ابتزاز الأوروبيين بغية تمكينها من الدعم في حال عودة المواجهة مع الروس في سوريا التي تكبدت فيها أنقرة خسائر فادحة بعد مقتل 34 جندي تركي في قصف للجيش السوري في أواخر فبراير، وهو ما ردت عليه أنقرة بإطلاق عملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية.
 
وبالرغم من إعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عن هذا الاتفاق الخميس، فإن التوتر احتدم على الحدود البرية اليونانية الرئيسية مع تركيا الجمعة، حيث أُطلق وابل من عبوات الغاز المسيل للدموع من الجانب التركي من السياج باتجاه رجال حرس الحدود اليوناني الذين كانوا يحاولون منع اللاجئين من التسلل إلى أراضي أثينا.
 
وعلى غرار وزراء الخارجية الأوروبيين، طالب المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الاتحاد الأوروبي بعدم الرضوخ لمطالب تركيا المتعلقة بالمهاجرين. وقال كورتز في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية الصادرة الجمعة “إذا وصل هؤلاء الأفراد، الذين يوجد لدى بعضهم استعداد للعنف، إلى وسط أوروبا في النهاية، فإن عددهم لن يبقى عند 13 ألف فرد، بل سيصل إلى مئات الآلاف وربما الملايين، وسيكون لدينا في النهاية نفس الأوضاع التي حدثت عام 2015”.
 
وذكر أن المهاجر ليس لديه حق في اللجوء، وقال “أغلب الأشخاص الذين وصلوا حاليا إلى هذه الحدود ليسوا لاجئين فروا من منطقة الحرب في سوريا، بل إن أغلبهم مهاجرون يعيشون منذ سنوات في تركيا. هؤلاء الأفراد ليس لديهم حق اللجوء في اليونان، لأنهم لا يتعرضون للملاحقة في تركيا”.
 
ودعا المستشار النمساوي إلى توفير حماية فعالة للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وإلا سيكون هناك عودة إلى الحدود القومية داخل الاتحاد، وقال “إذا لم تكن الحدود الخارجية فعالة، سيكون هناك حدود داخل أوروبا مجددا”.
 
والموقف توتر أكثر في منطقة كاستانيي الحدودية منذ 28 فبراير بعد أن قالت أنقرة إنها لن تمنع بعد الآن تحرك الآلاف من المهاجرين لديها صوب أوروبا وهو ما كانت تفعله من قبل بموجب اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
 
وقال شهود عيان إن القوات اليونانية استخدمت مدفع مياه في محاولة لتفريق المحتشدين على الحدود، وأعقب ذلك إطلاق وابل من عبوات الغاز المسيل للدموع من الجانب الآخر.
 
وقال مسؤول في الحكومة اليونانية “يجري تنسيق الهجمات بواسطة طائرات مسيرة. وإلى جانب الترويع، تهدف هجمات الشرطة التركية هذه إلى مساعدة المهاجرين على عبور خط الحدود”.
 
وقالت تركيا إن عبوات غاز مسيل للدموع أطلقتها كانت ردا على عبوات أطلقت من الجانب اليوناني.
 
وقال وزير الداخلية في أنقرة سليمان صويلو للصحافيين، وذلك بعد أن أجرى جولة تفقدية للمنطقة الحدودية الخميس، “لماذا تطلق تركيا الغاز المسيل للدموع على الجانب اليوناني من الحدود؟ اليونان تطلق الغاز المسيل للدموع علينا وعلى مراكز شرطتنا على الحدود. ونحن نرد على ذلك”.
 
واستخدم الجانبان الغاز المسيل للدموع عند نقطة كاستانيي الحدودية الأربعاء.
 
واتهمت أنقرة القوات اليونانية بقتل أربعة مهاجرين بالرصاص وهو ما تنفيه أثينا وتقول إن القوات التركية تساعد المهاجرين على عبور الحدود.
 
والجمعة، اتهمت تركيا اليونان بقتل مهاجر سوري آخر بعد إصابته على الحدود.
 
وأكد مصدران أمنيان تركيان ومكتب حاكم “أدرنة” (شمال غرب تركيا)، أن المهاجر السوري مات في المستشفى إثر إصابته بجرح في الصدر، بعدما أطلقت الشرطة اليونانية وخفر السواحل الذخيرة الحية عليه، قرب معبر بازاركولي، فيما أصيب 5 آخرون بجروح في الرأس والساق.
 
ولكن السلطات اليونانية نفت ذلك من خلال مصدر كبير في الجيش، الذي وصف تلك الأنباء بأنها “زائفة تماما” وأنها صادرة حصرا “من الجانب التركي”.
 
كما نفى المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، إصابة مهاجرين ووفاة أحدهم. واتهم الجانب التركي بالترويج لـ”أخبار زائفة”.
 
ووصفت أثينا المواجهات التي جدت على حدودها مع تركيا بأنها تهديد للأمن القومي. وأجرى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس مشاورات مع القادة الأوروبيين لتجنب تكرار ما حدث عام 2015 حينما تدفق عشرات الآلاف من طالبي اللجوء على دول الاتحاد.
 
وتأتي هذه المستجدات في وقت كانت تسعى فيه أنقرة إلى الحصول على منظومة صواريخ باتريوت الأميركية لتستهدف بها طائرات السورية والروسية لكنها لم تحصل على ذلك.
 
وبالإضافة إلى منظومة باتريوت التي لم تمنحها واشنطن لأنقرة، كانت الأخيرة تمني النفس بالحصول على دعم غربي قوي ضد روسيا وحليفتها دمشق لكن شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية أس400- حال دون حصولها على المنظومة الأميركية.
 
وتسببت استفزازات أنقرة للأوروبيين في تصاعد الغضب الأوروبي عليها حيث قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن حكومات التكتل ستبحث الجمعة، تخصيص المزيد من الأموال للمهاجرين في تركيا لكنها لن تقبل باستخدام اللاجئين كأداة مساومة.
 
وفي تعليقه على ردود فعل الأوروبيين حيال الأحداث الجارية على حدود بلاده مع اليونان، قال الرئيس التركي إن الغرب “منافق جدا” حيث سارع لمد يد العون إلى اليونان، بينما يتجنب تقاسم الأعباء مع تركيا.
 
 

آخر الأخبار

تصاعد التوتر في جنوب لبنان: هجوم إسرائيلي جديد يستهدف قوات اليونيفيل ويجرح جنودًا دوليين

تصاعد التوتر في جنوب لبنان: هجوم إسرائيلي جديد يستهدف قوات اليونيفيل ويجرح جنودًا دوليين

 السينما التونسية تتألق بجائزتين في مهرجان وهران السينمائي الدولي!

 السينما التونسية تتألق بجائزتين في مهرجان وهران السينمائي الدولي!

إسبانيا تندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة في لبنان

إسبانيا تندد بالهجمات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة في لبنان

كارثة موسم التخفيضات الصيفية في قطاع الأحذية بتونس

كارثة موسم التخفيضات الصيفية في قطاع الأحذية بتونس

السفير الروسي يحذر من تداعيات خطيرة للنقاش حول ضرب عمق الأراضي الروسية

السفير الروسي يحذر من تداعيات خطيرة للنقاش حول ضرب عمق الأراضي الروسية

Please publish modules in offcanvas position.