تعاني كوريا الشمالية من حكم أحد أكثر أنظمة العالم ديكتاتورية جعلها في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي سياسيًا واقتصاديًا، وربما فكريًا أيضًا، ومن بين أبرز المجالات التي تحكم عليها حكومة كوريا الشمالية قبضتها مجال تكنولوجيا المعلومات وخاصة محتويات المواقع الإلكترونية، حيث تسمح الحكومة لمواطنيها بدخول عدد محدود جدًا من المواقع.
وتمتلك كل دولة من دول العالم ما يعرف باسم نطاق أو Domain، وهو يتكون غالبًا من حرفين يحددان عناوين المواقع الإلكترونية الخاصة بدولة معينة، وهو EG بالنسبة لجمهورية مصر العربية، وفي كوريا الشمالية فإن هذا الاسم مكون من الحرفين Kp، ونظرًا للتضييق على الحريات في هذه الدولة، فلا يمكن لأحد تسجيل موقع جديد يحتوي على اسم النطاق هذا إلا من خلال الحصول على موافقة من الحكومة.
ويصعب لأي أحد أن يحصي عدد المواقع الإلكترونية في دولة ما إلا أن عطلًا فنيًا استمر لبضع ساعات كشف عن العدد الحقيقي للمواقع الحامة لاسم النطاق KP داخل جمهوية كوريا الشمالية، حيث تبين أنها لا تتعدى 28 موقعًا فقط، وبذلك فإن من يريد زيارة جميع المواقع في كوريا الشمالية لن يحتاج إلى أكثر من ساعتين فقط.
ولا تضم تلك المواقع محتوى جذابًا بدرجة كبيرة، حيث إن معظمها مواقع تابعة لمؤسسات، مثل الموقع الرسمي لجامعة كوريا الشمالية، وموقع شركة الطيران الوطنية، يضاف إليها موقع تواصل اجتماعي يحاكي فيسبوك، وهو مراقب من قبل الحكومة، وموقع آخر مختص بمقاطع الفيديو، ويخضع أيضًا لمراقبة حكومية صارمة، حتى لا يسمح للأفكار المعادية للنظام بالانتشار.
وعلى الرغم من غرابة وضع شبكة الإنترنت في كوريا الشمالية فإن هذا لا يعتبر سوى جزء من مشكلة أكبر، فيكفي أن تعرف أن أي مواطن كوري يريد الحصول على حاسوب عليه أن يشغله بواسطة نظام تشغيل محلي يمكن للحكومة الدخول إليه بسهولة والاطلاع على كل ما يقوم به المستخدم.