اختر لغتك

النساء في قبضة الأمراض المهنية: الثمن الباهظ للعمل في بيئات صامتة

النساء في قبضة الأمراض المهنية: الثمن الباهظ للعمل في بيئات صامتة

في ظلال المصانع وقاعات النسيج، تعمل آلاف النساء التونسيات بصمت، يحملن على أكتافهن أعباء المهنة ومتطلبات الحياة. إلا أن هذا الصمت غالبًا ما يُخفي وراءه معاناة مزدوجة، حيث تُشكِّل الأمراض المهنية خطرًا داهمًا يهدد حياتهن وصحتهن يومًا بعد يوم.

مقالات ذات صلة:

وزارة الصحة تحثّ على الوقاية مع ارتفاع الأمراض التنفسية

تحديات كبرى في الخطوط الأمامية: المهدية تحتضن الأيام الوطنية للصحة الأساسية حول الأمراض السارية

كيف تموت الخلايا: اكتشاف طرق جديدة لموت الخلايا يفتح أبواباً جديدة لعلاج الأمراض

مع تسجيل 85% من حالات الأمراض المهنية بين النساء العاملات، يظهر جليًا أنهن الأكثر تضررًا من بيئات العمل القاسية التي تفتقر إلى شروط السلامة. هذا التقرير يلقي الضوء على واقع هؤلاء النساء، بين معاناة يومية وإحصائيات صادمة، محاولًا كشف النقاب عن القصة الكاملة لهذه المأساة الصحية.

بين الأرقام والواقع: خطر يزداد بصمت

في عام 2023، سُجِّلت 3500 حالة مصرح بها من الأمراض المهنية في تونس، بزيادة بلغت 25% مقارنة بالأعوام السابقة. ومعظم هذه الحالات نُسبت إلى النساء، خاصةً العاملات في قطاعي الصناعات والنسيج، مما يثير تساؤلات ملحة حول دور بيئة العمل وتأثيرها المباشر على صحتهن.

أمراض تهدد النساء في بيئة العمل

تتباين الأمراض المهنية التي تصيب النساء، ولكن النسبة الأكبر منها ترتبط بـالاضطرابات العضلية والعظمية، الناتجة عن الحركات المتكررة والعمل لساعات طويلة في ظروف قاسية. كما أن الأمراض النفسية بدأت تتزايد بين العاملات نتيجة الضغوط العالية والبيئة المرهقة.

لماذا النساء الأكثر تضررًا؟

بخلاف العمل الشاق، تواجه النساء تحديات مضاعفة، مثل نقص الوعي الصحي داخل بيئات العمل، وغياب تطبيق قوانين السلامة. إلى جانب ذلك، يُظهر التحليل أن العاملات في النسيج والصناعات اليدوية يتحملن العبء الأكبر، مما يجعلهن عرضة لمشاكل صحية تتفاقم مع مرور الوقت.

الإحصائيات: أرقام تدق ناقوس الخطر

* 85% من حالات الأمراض المهنية بين النساء.

* تتركز الإصابات بين الفئة العمرية 40-50 عامًا.

* 90% من الحالات ترتبط بالأعمال اليدوية، مثل الصناعات الميكانيكية والكهربائية.

بيئة العمل: بين الواقع والحاجة للتغيير

رغم وجود 26 جدولًا معتمدًا للأمراض المهنية في تونس، يبقى التطبيق العملي لهذه المعايير في أدنى مستوياته. ويؤكد لسعد بوزيان، المدير المركزي للتصرف في الأخطار المهنية بالصندوق الوطني للتأمين على المرض، أن تحسين الظروف الوقائية أصبح أولوية ملحة، لا سيما مع هذا الارتفاع الكبير في الإصابات.

نحو حماية أفضل للمرأة العاملة

في ضوء هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى:

1. تعزيز قوانين السلامة المهنية وتطبيقها بشكل صارم في كافة القطاعات.

2. زيادة التوعية الصحية بين العاملات حول كيفية الوقاية من الأمراض المهنية.

3. دعم النساء العاملات نفسيًا واجتماعيًا لمواجهة ضغوط العمل.

النساء في مرمى الخطر

بين شقاء العمل وإهمال بيئة العمل، تدفع النساء العاملات ثمنًا باهظًا على حساب صحتهن. وإذا استمر تجاهل هذه الأزمة، فقد تتحول الأمراض المهنية إلى كارثة صامتة تهدد مستقبل القوى العاملة النسائية في تونس. الحل يبدأ من الآن، بإجراءات تُنصف المرأة وتحميها من هذا الخطر الداهم.

آخر الأخبار

معركة العودة بين حق البقاء وسياسة التهجير في غزة بعد الدمار

معركة العودة بين حق البقاء وسياسة التهجير في غزة بعد الدمار

بعد فسخ عقده مع أربيل.. بلال العيفة يقترب من مغامرة جديدة في ليبيا!

بعد فسخ عقده مع أربيل.. بلال العيفة يقترب من مغامرة جديدة في ليبيا!

الملعب التونسي يحسم مصير نجمه.. والنيجري أومارو يغادر نحو العراق!

الملعب التونسي يحسم مصير نجمه.. والنيجري أومارو يغادر نحو العراق!

زلزال إداري في النادي الصفاقسي: استقالة جماعية والإدارة ترفع الراية البيضاء!

زلزال إداري في النادي الصفاقسي: استقالة جماعية والإدارة ترفع الراية البيضاء!

ليلة الحسم في دوري الأبطال: مواجهات نارية تحدد مصير الكبار!

ليلة الحسم في دوري الأبطال: مواجهات نارية تحدد مصير الكبار!

Please publish modules in offcanvas position.