من الأولمبياد إلى الحي الشعبي: هل تنجح حافلات باريس في إنقاذ نقل تونس؟
في خطوة تعكس توجّهًا جديًا نحو تحسين خدمات النقل العمومي، استقبلت شركة النقل بتونس دفعة أولى من الحافلات المستعملة خلال الألعاب الباراأولمبية في باريس، وعددها 80 حافلة، من جملة 165 من المنتظر أن تصل على دفعتين.
مقالات ذات صلة:
وزير النقل يعلن عن خطة عاجلة لإنقاذ شركة الخطوط التونسية
شركة "نقل تونس" تستنكر اعتداء أعوانها على مواطن وتعلن عن إجراءات صارمة
اضطرابات كبيرة في شبكة النقل بتونس بسبب تراكم مياه الأمطار
هذه الحافلات، التي وصلت إلى ميناء حلق الوادي، تأتي في إطار اتفاقية هبة وقعتها تونس مع مؤسسة Île-de-France Mobilités والوكالة المستقلة للنقل بباريس (RATP). وتمثل الخطوة جزءًا من مشروع أوسع لتعزيز أسطول النقل الحضري وتحديثه، بما يتماشى مع متطلبات التنقل العصري والمستدام.
نقلة تقنية وبيئية
الحافلات الجديدة ليست مجرد وسيلة نقل إضافية، بل تحمل في تصميمها رؤية بيئية وإنسانية متقدمة. فهي مجهّزة بأرضية منخفضة، ونظام تكييف، وكاميرات مراقبة، وأهم من ذلك، درج أوتوماتيكي يسمح لذوي الاحتياجات الخصوصية باستخدامها بسهولة. كما أنّها مطابقة لمواصفات EURO 5 البيئية، ما يعكس التزامًا بمعايير النقل الإيكولوجي.
بين الواقع والتطلّع
وبينما يُنتظر أن تدخل هذه الحافلات حيز الاستغلال خلال الأسابيع القادمة، يترقب المواطنون أن تساهم في تخفيف الضغط الذي تعانيه شبكة النقل، خاصة في العاصمة والمناطق المحاذية لها، حيث تشكو الحافلات من الاكتظاظ والتأخير ونقص الصيانة.
ويأمل الشارع التونسي أن تكون هذه المبادرة بداية إصلاح جدي وعميق، لا يقتصر فقط على تعزيز الأسطول، بل يشمل كذلك تحسين الخدمات، وتحقيق العدالة المجالية في التوزيع، وتكوين الأعوان، والاهتمام بكرامة الراكب.