تحقيق: [عبد الحفيظ حساينية]
بين أروقة التعليم وركام الجدران المنهارة، يدفع تلاميذ صغار ثمن الإهمال... وتُطرح مجددًا أسئلة الدولة والمحاسبة والموت العبثي.
مقالات ذات صلة:
🔴 معهد المزونة: حين ينهار السور تنهار الثقة: هل يدفع المدير الثمن وحده؟
بعد سقوط جدار الموت في المزونة: بلدية سوسة تهدم سورين يهددان حياة التلاميذ!
فاجعة المزونة تُفجّع البرلمان: دعوة لمحاسبة المقصّرين وإصلاح جذري للبنية التحتية التربوية
🧱 جدار الموت... والوجع الذي لا يسقط
عاشت مدينة المزونة من ولاية سيدي بوزيد، صباح الإثنين 14 أفريل الجاري، على وقع فاجعة مدرسية صادمة: سقوط الجدار الخارجي للمعهد الثانوي، ما أدى إلى وفاة ثلاثة تلاميذ (اثنان منهم على عين المكان، والثالث أثناء نقله إلى المستشفى)، فيما أصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم ما يزال بين الحياة والموت.
حادثة لم تكن مجرّد حادث عرضي، بل صرخة صامتة خرجت من جدار هش، هشاشة بنية... وهشاشة اهتمام!
🚨 توقيف المدير... والتحقيقات تتسارع
أكّد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد، جوهر القابسي، في تصريح للإذاعة الوطنية، أنه تم إيقاف مدير معهد المزونة يوم الثلاثاء 15 أفريل 2025، ولم يتم الإفراج عنه خلافًا لما تم ترويجه.
وتم توجيه تهمة القتل والجرح عن غير قصد، طبقًا للفصل 217 من المجلة الجزائية، وهي تهمة قد تُسفر عن عقوبة تصل إلى عامين سجنًا.
"الأبحاث مازالت متواصلة لتحديد المسؤوليات بدقة"، يضيف القابسي.
📚 مدارس تتحول إلى مقابر؟
ليست هذه الحادثة الأولى التي تسقط فيها بنية تحتية مدرسية على رؤوس التلاميذ. فقد عرف القطاع التعليمي في السنوات الأخيرة عشرات الحوادث المشابهة في مؤسسات تربوية تفتقر للصيانة والمراقبة الهندسية، ما يطرح السؤال الخطير:
من يراقب صلاحية المدارس؟ من يحدد أولوية الصيانة؟ وهل أصبحت حياة التلاميذ رهينة لجدران متهالكة؟
🧒 وجوه صغيرة... تنكسر تحت الركام
ثلاثة تلاميذ ماتوا فقط لأنهم كانوا في المكان الخطأ في لحظة الانهيار. وجوههم لا نعرفها جميعًا، لكن وجعهم معروف. هذا الحادث ليس فقط مأساة أسرهم، بل هو جرح في جسد المجتمع.
"ولدي خرج يقرأ... رجع لي في صندوق"، تقول إحدى الأمهات المنكوبات، في مشهد أبكى كل من حضر الجنازات.
🏛️ ما مصير البقية؟ وهل من محاسبة حقيقية؟
الشارع المحلي في المزونة يغلي. الغضب الشعبي يتصاعد، وسط تساؤلات عن غياب الصيانة، وتأخر التدخلات، وإهمال التقارير الفنية السابقة التي حذّرت من خطر الجدار وفق شهادات أولية تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
هل سيتم الاكتفاء بتوقيف المدير فقط؟ أم أن سلسلة المسؤوليات ستطال المندوبية الجهوية، وزارة التربية، وحتى مقاولات البناء والصيانة؟
🧾 الفصل 217 من المجلة الجزائية:
"من يرتكب قتلًا أو يتسبب في جرح أو إيذاء على وجه الخطأ أو عدم الاحتياط أو الإهمال أو عدم الانتباه أو مخالفة القوانين، يُعاقب بالسجن مدّة أقصاها عامان..."
📢 صرخة البلاد: لا تُتركوا المدارس تتهاوى!
فاجعة المزونة أعادت للواجهة قضية البنية التحتية التعليمية، التي ظلت في أسفل سلّم أولويات الدولة لعقود. من مدارس بدون ماء، إلى أخرى بأسقف مسربة وجدران آيلة للسقوط.
إنها مأساة مُتوقعة... لكنها بلا توقيت.