في واحدة من أكثر حلقات "التسيير الرياضي" إثارة للجدل، تحوّل تطبيق العقوبات في كرة القدم التونسية إلى عملية منظمة تتقن فن التوقيت والمراوغة.
الرابطة الوطنية المحترفة، التي كان من المنتظر أن تجتمع الأسبوع المقبل لإصدار قراراتها بخصوص ما حدث في دربي العاصمة، غيّرت فجأة مواعيدها واجتمعت اليوم، وكأن القرار كان جاهزًا… لكن تنفيذه مؤجل عمداً.
القرار الصادر اليوم كان على مرحلتين، أو بالأحرى بطبقتين:
🔴 توبيخ وخطية مالية بـ7500 دينار للنادي الإفريقي بسبب العود في رمي المقذوفات.
🔴 السماح للجماهير بحضور مباراة الكأس ضد هلال مساكن… ولكن مع تهديد صارم:
أي رمي مقذوفات أو إشعال شماريخ يوم الأحد، يعني مباشرة تطبيق الويكلو ضد النجم الساحلي يوم 11 ماي.
وهنا يظهر التناقض الصارخ:
- إذا كان رمي المقذوفات في الدربي يستحق الويكلو، لماذا لم تُسلّط العقوبة مباشرة كما ينصّ عليه الفصل؟
- لماذا الانتظار حتى تُباع التذاكر ويتم استنفاذ الجماهير ماليًا؟
- ولماذا هذا التهديد المفخخ قبل مباراة لا تتحمل أي هفوة؟
الإجابة، كما يقول أنصار الأحمر والأبيض، واضحة وضوح الشمس:
الرابطة والجامعة أرادتا الاستفادة من مداخيل اللقاء، ثم معاقبة الفريق في لقاء أهم، أمام خصم مباشر وفي سباق البطولة.
بهذه الطريقة، يتحول القانون إلى أداة ابتزاز، وتُستعمل الجماهير كورقة ضغط، لا كمكون أساسي في اللعبة.
الجماهير اليوم في اختبار انضباط، لكن تحت التهديد، وتحت عين الرادار، في ملعب قد يتحول إلى فخ جماعي.
المعادلة باتت مكشوفة:
- مداخيل المباراة تذهب للجامعة.
- الحرمان الجماهيري يضرب الإفريقي في أهم المواجهات.
- وكل ذلك يُقدّم في قالب قانوني "مرن" حسب المناسبة.
جماهير الإفريقي، التي لا تنسى ولا تسامح، ترى في ما حدث اليوم شكلاً من أشكال التصفية المقنّعة.
فليست هي المرة الأولى التي يُوظّف فيها القانون حسب الأهواء… لكن ما حصل الآن فاضح بالصوت والتوقيت والمضمون.
إنها ليست مجرد عقوبة…
إنها خطة استنزاف ممنهجة: مالية أولًا، نفسية ثانيًا، ورياضية أخيرًا.