في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الأزمة التي يعيشها النادي الإفريقي، دخل المستشهر الأمريكي فيرجي تشامبرز على خط المواجهة الإدارية، معلنًا رفضه لأي قرار أو مبادرة لا تمرّ عبر الفريق الذي شكله بنفسه. وفي ظل فراغ هيكلي، وغليان جماهيري، وتعقيد في المشهد المالي، يبدو أن النادي بات يقف على حافة مواجهة مصيرية عنوانها: "من يحكم الإفريقي؟"

🔴 تشامبرز يضع خطوطًا حمراء

في تدوينة لاقت تفاعلًا واسعًا على صفحته الرسمية، عبّر فيرجي تشامبرز عن "انشغاله الشديد" بما آلت إليه الأمور داخل أسوار نادي باب الجديد، مؤكدًا أن لا شرعية لأي قرار خارج فريقه الاستشاري الذي يضم محمد الساحلي وعددًا من رؤساء الفروع ومجموعة من الخبراء التونسيين والأمريكيين في المحاسبة والإدارة.

وأشار تشامبرز بوضوح إلى أنه لن يدعم أي مرشح للانتخابات القادمة إلا بعد استكمال عملية تدقيق شاملة تطال ليس فقط حسابات الهيئة التسييرية، بل أيضًا أكاديمية الفريق ومغازته، في إشارة إلى شكوك كبيرة تحوم حول طرق التصرف المالي والإداري في السنوات الماضية.

⚖️ القضاء يدخل على الخط

وفي تطوّر لافت، أصدر القضاء التونسي، وتحديدًا المحكمة الابتدائية بتونس، بتاريخ الثلاثاء 20 ماي 2025، إذنًا على عريضة يقضي بتعيين ثلاثة خبراء عدليين للتدقيق في التقرير المالي لسنة 2024، وهو التقرير الذي رفضه منخرطو الجمعية بشكل جماعي.

المحامي باديس بن عيسى، المكلّف بتمثيل عدد من المنخرطين أمام القضاء، أكد أن هذا الإجراء يأتي كاستجابة لضغط القاعدة الانتخابية والرياضية للنادي، التي تطالب بـ"كشف الحقيقة" وتحمّل المسؤوليات، خاصة بعد استقالة الهيئة التسييرية، التي بدورها طلبت تعيين خبراء عدليين لنفس الغرض، ما يعزز فرضية وجود شبهات مالية وإدارية تستوجب التفتيش الدقيق.

🧾 أزمة ثقة... ومخاوف من الفوضى

السياق العام داخل النادي الإفريقي يبدو مثقلا بانعدام الثقة، سواء بين الجماهير والهيئات السابقة، أو بين الأسماء الراغبة في الترشح والقاعدة الداعمة للتغيير. والمقلق أن الفراغ الحالي، في غياب هيئة شرعية منتخبة، قد يتحول إلى ساحة صراعات نفوذ وشخصيات، ما لم تُضبط المرحلة القادمة بإطار قانوني صارم وشفاف.

ورغم نفي تشامبرز نيته في الترشح لأي منصب، فإن تحركاته توحي بأنه يحاول رسم حدود جديدة للشرعية داخل النادي، وهي شرعية تقوم – حسب تعبيره – على الشفافية والمحاسبة، لا على الولاءات والترضيات.

💬 النادي ملك الشعب... فهل يستعيده الشعب؟

في ختام تدوينته، كتب تشامبرز عبارة بدت أشبه بشعار للمرحلة القادمة: "النادي ملك الشعب". عبارة تختزل جوهر الأزمة: نادي بجماهير بمئات الآلاف، وتاريخ عريق، يجد نفسه رهينة حسابات غامضة وإدارات فاشلة، في انتظار انتخابات يأمل الجميع أن تعيد الثقة وتحسم مصير الفريق.

لكن قبل الانتخابات، يجب أن تمرّ الحقيقة أولًا عبر مكاتب المحاسبين والدوائر القضائية، ليُفصل بين ما هو شرعي وما هو مضلل. وبين من خدم النادي ومن عبث به.