الصفحة 4 من 5
سرقة الآثار العربية
في المقابل، متاحف تركيا تتباهى بحصاد سرقة تراكمنا الحضاري، الذي يسبق بقرون نشأة دولتها. متحف الآثار الإسلامية، به 45 ألف قطعة غالبيتها لا علاقة لها بالأتراك وأرضهم. فالأناضول كانت مسيحية شرقية حتى بداية القرن الـ13 ميلادي، ضمنها 15 ألف مخطوطة عربية بها أصبحت إسطنبول من مراكز مخطوطاتنا دوليا، وقبلة للباحثين ومعهم عشرات الآلاف من السياح سنويا، “يدفعون” لمشاهدة الآلاف من التحف الخشبية والخزفية والزجاجية والمعدنية.. “العائدة لبلاد العهد العثماني” حسب الدعاية التركية!
تتجاوز معروضات متحف إسطنبول، بأقسامه الثلاثة، المليون قطعة “من معظم العصور والحضارات حول العالم” وفق موقعه. الأول “الأثري” خصص لتراكمات منطقة الأناضول ومحيطها، والثاني “الشرق القديم”.. ومما يتباهى به لوحة مقتطعة من بوابة عشتار البابلية العراقية وتوابيت كنعانية شامية وقطع سورية وفلسطينية. والثالث “الإسلامي” يتفاخر بـ”خزائن عملات إسلامية وغير إسلامية ومكتبة لذخائر المؤلفات العربية”!.
ثالث مجمعات النهب العثماني مقرّها متحف توب كابي، مخصصة لآثار الرسول، سرقها سلاطين الترك طوال قرون الانحطاط، من بغداد ودمشق والقاهرة والمدينتين المقدستين إسلاميا.. مكة ويثرب. درّتها ما اغتصبه السفاح فخرالدين آخر المحتلين العثمان لمدينة النبي فيما سماه “قطار الأمانات المقدسة” 1917، حاملا 390 قطعة نفيسة: مصاحف أثرية، سيوف الصحابة ومفاتيح الكعبة، مجوهرات وشمعدانات ذهبية، لوحات مرصّعة بالألماس، مباخر وغيرها. أقيمها 30 أثرا لخاتم الأنبياء: بُردته، سيفه، خصلة من شعره، مكحلته، نعله، عمامته، عصاته، رايته الحمراء خلال فتح خيبر، خطاباته إلى الملوك، أثر قدمه على حجر.. اغتصب من قبة الصخرة في القدس. وقبلها “المصحف العثماني”، أحد النسخ التي تراوحت بين أربع وسبع، حسب الروايات، وخُطت في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وكانت في القاهرة حين احتلها سليم خان، وكان يقسم عليها سلاطنة المماليك وولاتهم وكبار رجال الدولة، وتتباهى الدوحة بحصولها على صورة منه.