الصفحة 2 من 5
غياب الثقة
بينما أدار البلدان الأفريقيان ظهرهما لبعضهما البعض تبددت الآمال الكبيرة في التعاون الصناعي التي كانت قائمة في 1996 وضاعت معها فرصة إنشاء مغرب كيميائي كبير كان من شأنه أن يدمج المنطقة بشكل أوثق في التجارة العالمية. وستُفقد مئات الآلاف من الوظائف المحتملة في منطقة ترتفع فيها معدلات البطالة والفقر بين الشباب، حيث كان من الممكن أن يجلب خط الأنابيب قدرا أكبر من الثروة والاستقرار. وأصبحت حالة عدم اليقين بشأن المستقبل ترمز إلى الافتقار إلى القيادة التي شوّشت شمال أفريقيا لعقود.
ويمتدّ انعدام الثقة بين الجزائر والمغرب إلى ما يقرب من ستة عقود. ويدور التنافس حول لقب القوة الإقليمية الرائدة في قلب هذا الصدام المرير الذي حال دون تعاون اقتصادي أوسع بين دول شمال أفريقيا يمتد من تونس إلى موريتانيا. وأدى الإخفاق في فتح الحدود وتشجيع التجارة والاستثمار عبر المنطقة المغاربية إلى تقليص نقطتين مئويتين على الأقل من النمو، وشجع على هروب رأس المال وحرمان منطقة ترتفع فيها معدلات البطالة من استثمارات ضخمة. ولم يكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قادرين (أو راغبين كما قد يجادل المنتقدون) على التقريب بين البلدين.
وتعتبر قضية الصحراء أحد الأسباب العديدة لعدم الثقة بين البلدين؛ وإن كان هذا الصراع قد أخذ بعدا آخر بعد نجاح المغرب في حشد الدعم لمقاربته كان آخرها الدعم الأميركي القوي، الذي تبنته إدارة دونالد ترامب وتعتمده حاليا إدارة جو بيادن، وهو وضع جعل الجزائريين يفقدون أعصابهم، ويتصرف بانفعال سواء في العلاقة بالمغرب أو بدول أخرى مثل فرنسا.