اختر لغتك

السلفيون في مصر.. ليست مراجعات بل إعادة تموقع بعد هزيمة المشروع

السلفيون في مصر.. ليست مراجعات بل إعادة تموقع بعد هزيمة المشروع - عقدة تفوق الجهاديين

عقدة تفوق الجهاديين
 
وضع الجهاديون رأسهم برأس الإخوان على مستوى الدراية بالواقع الذي يسعى كلاهما إلى تغييره، وإن اختلفت الوسائل؛ فالإخوان يحاولون عن طريق التغلغل المجتمعي والبناء من أسفل والتنافس السياسي، بينما يحاول الجهاديون عن طريق التغيير من أعلى عبر الإطاحة بالأنظمة بالقوة المسلحة، في الوقت الذي اتهموا دعاة السلفية بمحدودية فهم السياقات الحديثة وإخفاء حقائق الصراع عن العامة.
 
بالنسبة للجهاديين فإن رجال الدعوة السلفية أمثال محمد حسان وأبوإسحق الحويني ومحمد حسين يعقوب لا يختلفون عمن يصفونهم بعلماء السلطان الذين يكتفون بالدعوة والتزكية في المساجد ويزينون في عيون الناس الطاعة والرضوخ للحكام الذين لا يحكمون بالشريعة، وهذا في المنطق الجهادي بمثابة خيانة للمنهج وتخاذل عن بيان حقيقة الأنظمة التي لا تحكم وفق تعاليم الشريعة بحسب تفسيراتهم
 
الخاصة، ما يمنح السلفية الجهادية الأفضلية عن الدعوة السلفية التي تكتفي بالتزكية والخطابة وعرض أصول الاعتقاد دون وضع هذا الاعتقاد موضع التطبيق عبر معالجة ظلم وانحراف الأنظمة التي لا تحكم بالشريعة بالقوة.
 
اعتبر دعاة التيار السلفي توقيت تحالف فصائل السلفية الجهادية مع الإخوان وما نشأ عنه من الزج بالمئات من المقاتلين ببؤر الصراع بالمنطقة العربية مثاليا لفك العقدة التاريخية التي تكرست نتيجة مزايدات السلفية الجهادية ومزاعم تفوقها على الدعوة السلفية كونها تعلم طبيعة الواقع وحجم ما به من مخالفات شرعية لكنها متخاذلة تتهرب من تغييره.
 
ودل إطلاق رموز الدعوة السلفية في ذلك التوقيت ومن ضمنهم محمد حسان دعوات الجهاد في سوريا على أن المسافات بين السلفية والسلفية الجهادية وهمية في جوهرها، والسلفي لا يعوزه سوى ظرف مناسب ومناخ موات ليتحول إلى جهادي ويحمل السلاح لتطبيق أفكاره.
 
وبرهن من جهة أخرى على أن رموز الدعوة السلفية كانوا يتشوقون للحظة التي يتحللون فيها من أعباء انتقاصهم الدائم من تلاميذ لهم يعتنقون نفس المنهج، لكنهم دأبوا على الفخر بأنفسهم مقابل ازدراء السلفيين القاعدين عن المواجهة وحمل السلاح.
 
أتاحت فوضى وسيولة مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي لقادة الدعوة السلفية فرص فك عقدهم التاريخية واستعادة بعض كرامتهم المُهدرة داخل أوساط الإسلام السياسي والإخوان، وداخل أوساط السلفية الجهادية ظنا منهم أن مرحلة جديدة قد بدأت متجاوزة زمن الدولة القُطْرية التقليدية بأجهزتها الأمنية الحامية للانتماء الوطني، وأن الوقت قد حان لالتقاء مصالح كل المؤمنين بأيديولوجيا الخلافة الأممية ولا ينقص مشهد تحالفات الإخوان بتنظيمات السلفية الجهادية سوى انخراط الدعوة السلفية بها.
 
وفّرت الدعوة السلفية لجماعة الإخوان فرصة توحيد الفصائل الإسلامية في كيان واحد يقوده الإخوان وهو ما عناه الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي بحديثه عن طائر النهضة الذي يمثل السلفيون أحد أجنحته.
 
وبعد أن كان رموز الدعوة السلفية متهمين من قبل السلفية الجهادية بالتخاذل والتخلف عن الجهاد، صارت دعوة محمد حسان للجهاد في سوريا بمثابة فتوى تأسيسية لإطلاق مشروع الجهاد بالمنطقة العربية كأفضل تجهيز لمرحلة اعتقدوا أنها قادمة حتى لو تأخرت بعض الشيء، والمتعلقة بالانقلاب الإسلامي المسلح داخل مصر لتكريس التمكين الإسلامي بالقوة وتفادي أي تهديد له من قبل الجيش.
 
 

آخر الأخبار

مأساة في الكونغو: فاجعة نهر كوا تودي بحياة 25 شخصًا بينهم لاعبو كرة قدم

مأساة في الكونغو: فاجعة نهر كوا تودي بحياة 25 شخصًا بينهم لاعبو كرة قدم

عودة التحكيم الأجنبي لبطولة الرابطة الأولى: أحمد الغندور يدير مواجهة شبيبة العمران والترجي

عودة التحكيم الأجنبي لبطولة الرابطة الأولى: أحمد الغندور يدير مواجهة شبيبة العمران والترجي

وزير البيئة: تحسن ملحوظ في إدارة النفايات وتحديات كبرى تنتظر تونس

وزير البيئة: تحسن ملحوظ في إدارة النفايات وتحديات كبرى تنتظر تونس

المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة يطلق خدمة الإشعار الرقمي لمكافحة العنف ضد النساء

المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة يطلق خدمة الإشعار الرقمي لمكافحة العنف ضد النساء

مهرجان المدينة بصفاقس: لطفي بوشناق يشعل الأجواء الرمضانية ويُضيء الشمعة الـ28 وسط حضور جماهيري استثنائي

مهرجان المدينة بصفاقس: لطفي بوشناق يشعل الأجواء الرمضانية ويُضيء الشمعة الـ28 وسط حضور جماهيري استثنائي

Please publish modules in offcanvas position.