تشهد الأيام المقبلة تطورات أمنية حاسمة في لبنان، حيث يواصل الجيش تنفيذ استعداداته الميدانية على الحدود الجنوبية، تمهيدًا للانتشار الكامل في المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، بالتزامن مع بدء أعمال لجنة الرقابة الخماسية المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية.
مقالات ذات صلة:
لبنان يبدأ إعادة الإعمار بعد وقف إطلاق النار: عودة الحياة تدريجياً إلى الجنوب والضاحية الجنوبية
تصاعد التوتر في جنوب لبنان رغم وقف إطلاق النار
الأزمة تتفاقم في لبنان: تعليق التعليم الحضوري وتحوّل المدارس إلى مراكز إيواء
تحصين الحدود الجنوبية
مع انسحاب القوات الإسرائيلية من البلدات الجنوبية، تكثف القوات اللبنانية انتشارها بالتنسيق مع قوات اليونيفيل. هذا التواجد الميداني يعكس التزام لبنان بتنفيذ الاتفاق الموقع في نوفمبر الماضي تحت رعاية أمريكية وفرنسية، رغم التحديات السياسية والإقليمية.
التحديات على الحدود الشرقية
في الوقت ذاته، يفرض التصعيد في سوريا على الجيش اللبناني حالة من التأهب القصوى على الحدود الشرقية مع سوريا. وقد عززت القيادة العسكرية انتشار وحداتها في هذه المنطقة لمواجهة احتمالات تمدد الفصائل المسلحة إلى المناطق المتاخمة للبنان، ما أضاف أعباء جديدة على الجيش اللبناني المنهمك في تأمين حدوده الجنوبية أيضًا.
اختلاط المصالح الإقليمية
يلقي الوضع الإقليمي المتشابك بظلاله على الجهود اللبنانية. فمع تعدد "المواقيت" الإقليمية—الأمريكي، السوري، التركي، الإيراني، والإسرائيلي—يجد لبنان نفسه مضطرًا لمحاولة التوفيق بين مصالح متعارضة، مما يضع صانعي القرار أمام تحديات سياسية وأمنية كبيرة.
عمل لجنة الرقابة
بدأت لجنة الرقابة الخماسية، التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل، عملها رسميًا بجولة ميدانية فوق جنوب الليطاني، على أن تُعقد أولى اجتماعاتها في الناقورة الأسبوع المقبل. وتتمثل مهمتها في مراقبة الالتزام باتفاق وقف النار، الذي وصفته مصادر دبلوماسية بأنه يحظى بدعم دولي صارم، ما يجعله محصنًا ضد محاولات إسقاطه.
آفاق المرحلة المقبلة
وفق مصادر حكومية، فإن المسار التنفيذي للاتفاق يتوقع أن يتضح قريبًا مع بدء عمل لجنة الرقابة. ورغم الهواجس من الخروقات المحتملة، يبدي المجتمع الدولي حرصًا على ضمان استمرارية الاتفاق، وسط دعوات فرنسية وأمريكية لجميع الأطراف للالتزام به.
رسائل دولية
في بيان مشترك، شددت فرنسا على ضرورة احترام وقف إطلاق النار، معتبرة أنه خطوة أساسية نحو استقرار المنطقة، مع تحذيرات صريحة من أي تهديد لتنفيذه.
لبنان إذًا يقف أمام مفترق طرق بين استحقاقات داخلية واستحقاقات إقليمية متشابكة، ما يستوجب جهودًا محلية ودولية مضاعفة لضمان أمنه واستقراره.