برز اسم أبو محمد الجولاني، المعروف باسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع، كإحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المشهد السوري المضطرب. من مقاتل في صفوف تنظيم القاعدة في العراق إلى زعيم هيئة تحرير الشام، تحول الجولاني إلى لاعب أساسي في الصراع الدائر ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
مقالات ذات صلة:
البيت الأبيض: متابعة دقيقة للأحداث في سوريا وسط مخاوف من عودة ظهور داعش
أنس الصلخدي: "سوريا للجميع".. ودعوة لاستئناف العمل في المؤسسات الحكومية
سوريا على أعتاب مرحلة جديدة بعد سيطرة المعارضة على دمشق وهروب الأسد
رحلة الصعود: من العراق إلى سوريا
الانطلاقة في العراق:
اكتسب الجولاني خبرته الأولى كمقاتل شاب في تنظيم القاعدة خلال الغزو الأمريكي للعراق. وبعد القبض عليه وسجنه لفترة، أُطلق سراحه لينتقل لاحقًا إلى سوريا.
تأسيس جبهة النصرة:
في عام 2011، أسس الجولاني جبهة النصرة كفرع سوري لتنظيم القاعدة، ونفذ تحت قيادته العديد من العمليات المسلحة ضد قوات النظام السوري.
الانفصال عن القاعدة وتأسيس هيئة تحرير الشام:
في عام 2016، أعلن الجولاني الانفصال العلني عن القاعدة بسبب خلافات أيديولوجية، ليؤسس في العام التالي هيئة تحرير الشام.
تصنيفه إرهابيًا عالميًا
الولايات المتحدة:
صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية الجولاني كـ"إرهابي عالمي" في مايو 2013. كما وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على الجولاني ومجموعته، محذرة من أي دعم مادي أو لوجستي لهم.
الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى:
صنفت هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية أجنبية في عام 2018.
النشاط العسكري والسياسي
العمليات الأخيرة:
قاد الجولاني خلال الأيام الماضية عمليات عسكرية واسعة ضد النظام السوري، مما أدى إلى سيطرة المعارضة المسلحة على مدينتي حلب وحماة، وسط محاولات للتقدم نحو حمص ودمشق.
ظهور إعلامي بارز:
ظهر الجولاني للمرة الأولى خلال الهجوم الأخير في كلمة متلفزة، وزار قلعة حلب، مما أثار ردود فعل واسعة.
في مقابلة مع CNN، كشف عن خططه لتشكيل حكومة تستند إلى مؤسسات و"مجلس شعبي"، مؤكدًا أن هدف الهيئة يتعدى إسقاط النظام السوري.
الجولاني والغرب
في مقابلة مع شبكة PBS عام 2021، حاول الجولاني تغيير صورته أمام العالم الغربي، مشددًا على أن جماعته "لا تشكل تهديدًا للمجتمعات الغربية".
وزارة الخارجية الأمريكية:
أكدت أن جبهة النصرة، تحت قيادة الجولاني، نفذت عدة عمليات وصفتها بـ"الإرهابية"، وغالبًا ما استهدفت المدنيين.
مستقبل غامض
في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها المشهد السوري، يبقى أبو محمد الجولاني شخصية محورية ومثيرة للجدل. وبين طموحاته لتوسيع نفوذ هيئة تحرير الشام وسعيه لتشكيل حكومة مدنية، يظل مصيره ومصير مجموعته تحت مجهر الدول الإقليمية والدولية.