في خضم واحدة من أعنف الحروب التي تشهدها المنطقة، لا تزال الأوضاع في غزة تزداد تعقيدًا، بينما لبنان يتأرجح بين أمل هش في وقف إطلاق النار وبين الخوف من انزلاق جديد نحو دائرة الحرب. ورغم المحاولات الحثيثة من قبل وسطاء دوليين مثل قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى تهدئة، تظل التوترات تزداد والأفق السياسي قاتمًا.
مقالات ذات صلة:
صرخة أممية: أمنستي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
نتنياهو: وقف إطلاق النار لا يعني إنهاء الحرب في غزة
الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لوقف الحرب في غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم الدولي
من قلب هذا الصراع، تنبعث نوافذ دبلوماسية ضيقة، في مسعى لتحقيق اختراق ينهي سنوات من النزاع المرير ويحقق هدنة قادرة على كبح جماح العنف. لكن مشهد التفاوض لا يخلو من التحديات، كما أن دخان الحرب لا يزال يتصاعد من قطاع غزة، في وقتٍ تبدو فيه الجهود السياسية محاصرة، حيث أن التوتر على جبهة لبنان، المصحوب بتهديدات مفتوحة، لا يهدأ هو الآخر.
الرهانات الكبيرة..
محاولات الوساطة في الدوحة، التي تزامنت مع لقاءات فلسطينية في القاهرة، تضمنت كذلك تهديدات لترامب قبل دخول البيت الأبيض، لجهة الضغط على إسرائيل بشأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ولكن ما يعكر صفو هذه المبادرات هو تعنُّت إسرائيل، التي ترفض التفاوض حول صفقة تبادل للأسرى أو وقف الحرب رغم مرور أكثر من 14 شهرًا على تصاعد الأزمة في غزة.
ويرى الباحث والمحلل السياسي رائد عبد الله أن المفاوضات، رغم التأكيدات الأمريكية المتواترة، لم تحقق تقدمًا فعليًا على الأرض. فالخلافات على مستوى الانسحاب الإسرائيلي من غزة ظلت هي نقطة الخلاف الأكثر تعقيدًا، حيث تواصل إسرائيل خططها لبناء مستوطنات جديدة وإنشاء مناطق عازلة، مما يعكس عدم رغبتها في التوصل إلى تسوية سلمية جادة.
المنطقة على شفا حفرة..
فيما يبدو أن مسار التهدئة، الذي بدأت ملامحه تتضح في الأسابيع الأخيرة، لا يملك القدرة على الصمود في ظل التصعيد المستمر في غزة. الوضع هناك ليس فقط مجرد تبادل إطلاق نار، بل هو صراع ضارٍ مع مئات القتلى وآلاف الجرحى. مع بداية الشهر الخامس عشر من الحرب، أصبح الغزيون يواجهون تحديات أكبر من أي وقت مضى. فالوضع على الأرض يشير إلى مزيد من الدمار والتهجير في مناطق مثل جباليا وبيت حانون.
ومع أن العواصم الغربية والعربية تسعى لوقف الحرب، تظل أفق التسوية السياسية ضبابية للغاية. فالأطراف المختلفة في النزاع تتمسك بمواقفها، ويُظهر كل طرف تأكيدًا على موقفه الاستراتيجي في تحديد مستقبل غزة. ورغم هذه المحاولات، فإن التداعيات تبقى محط أنظار العالم بأسره.
المنطقة اليوم، وكأنها تمشي على حبل مشدود فوق بركان ملتهب، ما بين جهود دبلوماسية تحت قصف نيران مستمر، وتراكمات سنوات من الصراع. في النهاية، كل المفاوضات والمبادرات الدبلوماسية قد تجد نفسها عالقة في مسارات معقدة، إذ أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأن غبارها ما زال يغطي كل الأفق.