كوريا الشمالية: التسويق لمشروعها النووي
التاريخ يخبرنا أن تعاطف كوريا الشمالية مع القضية الفلسطينية دربٌ من دروب التعبير عن عدائها لإسرائيل ومن ورائها أمريكا. ففي عام 1988، أعلنت كوريا الشمالية عن دعمها لدولة فلسطينية تبتلع ضمن حدودها إسرائيل، مطالبة إياها بتسليم مرتفعات الجولان. وقامت بتوريد الأسلحة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي حرب غزة 2008-2009 والغارات الإسرائيلية في 2010 وحرب إسرائيل – غزة في 2014، كان المسؤولون الكوريون يدينون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويصفونها بجرائم ضد الإنسانية.
ومؤخرًا بعد إعلان دونالد ترامب القدس عاصمةً لإسرائيل، ندد زعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون» يوم الخميس الموافق 7 ديسمبر/كانون الأول بهذا القرار وأضاف أنه لا توجد دولة تسمى «إسرائيل» حتى تصبح عاصمتها القدس. كما بُث بيان على شبكة «KRT» التابعة للحكومة الكورية الشمالية، أُعلن فيه أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب «يعد استخفافًا وإهانةً للشرعية الدولية والتوافق العالمي حول ذلك الشأن، ويستحق الشجب والإدانة».
ولربما كان الدعم من قبل زعيم كوريا الشمالية للقضية الفلسطينية والعدائية التي انتهجها إزاء «إسرائيل» هي محاولة منه لتصحيح ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الولايات المتحدة. فبينما تدعم أمريكا قدرات إسرائيل النووية، تدين الدول الأخرى الساعية للحصول على أسلحة نووية على الجانب الآخر، وعلى رأسها بلاده.
ويأتي هذا الموقف وسط زخم صراع شديد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وإسرائيل ووسط تهديدات بحرب نووية متحملة فيما بينهم، واستغلالًا لهذا الحدث المشحون، احتفل الزعيم الكوري بإطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا، رغبة منه في التظاهر بالقدرة النووية لدولته، في وقت يسلط الإعلام الأنظار عليه بسبب موقفه الرافض للقرار الأمريكي.