الصفحة 2 من 5
توظيف مخصوص
على الرغم من عدم وجود إحصائيات واضحة حول عدد مستهلكات الكحول في تونس، إلا أننا نجد أن جل القنوات التلفزيونية التونسية لا سيما الخاصة منها ركزت على الظاهرة في أغلب مسلسلاتها.
وترى بعض التقارير الإعلامية أن هذا التوظيف يحط من صورة المرأة التونسية ومن صورة الرجل أيضا لما تحمله المشاهد من مغالاة وإفراط في تلميع صورة منتج محرم دينيا وأخلاقيا، ومغالطة لأن نسبة التونسيات المستهلكات للكحول لم تسجل بعد أرقاما تستدعي هذا التوظيف.
وأشارت هذه التقارير إلى ما يحمله ذلك من تهديد لسلوكيات شريحة كبيرة من الشباب ذكورا وإناثا بسبب انبهارهم بالأبطال وتأثرهم الشديد بتقليدهم؛ فمثلا تمرير مشهد لطالبتين تحتسيان الكحول قبل الذهاب إلى المعهد في مسلسل “فلاش باك” أو مسلسل “مكتوب” الذي عالج قضية محاولة شابة جميلة وصديقتها تجربة حياة الأغنياء بالسهر في الحانات والمراقص مما أوقعها في براثن الخطيئة أو تجاوز “أولاد مفيدة” لكل الخطوط الحمراء في مشاهد احتساء كحول ومخدرات جمعتهم بفتيات خصوصا وأنهم ينتمون للطبقة الفقيرة، يشجع المراهقين على التشبه بهم، خصوصا وأن أغلب المستهلكين والمستهلكات أكدوا أن الأمر يبدأ بالتجربة وينتهي بالتعود فالإدمان.
ولئن كانت نسبة المستهلكات قليلة فهذا لا يعني أن توجيه المخرجين التونسيين لعدسات كاميراتهم نحو الظاهرة يعد جريرة تشجع على اتباع هذه الفئة القليلة، بل محاولة للكشف والعلاج وعلى بعض التونسيين تجاوز الصدمة وتقبل حقيقة أن المرأة التونسية تحتل موقعا بين مستهلكي الكحول سواء بالحانات أو خارجها، وأن مشهد معاقرة المرأة للكحول ليس مجرد صورة ولجت إلى تونس من بوابة المسلسلات بل هو واقع إن لم تتم معالجته فهو في طريقه للتزايد بكل ما يحمله من تابعات على الصحة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، خصوصا في ظل عدم إنكار الشباب والشابات داخل معاهدهم لتجربة المخدرات والتدخين بوصفها آفات قريبة من آفة احتساء الكحول.