الصفحة 2 من 3
ثقة في التغيير
منذ انتخاب قيس سعيّد رئيسا للبلاد في أكتوبر 2019 بأكثر من 70 في المئة من الأصوات، تحاشى سعيّد مسؤولي الأحزاب السياسية وحرص في المقابل على الظهور إلى جانب قيادات عسكرية عليا.
وكلف سعيّد في ديسمبر الماضي إدارة الصحة العسكرية الإشراف على مستشفى جديد شيّدته الصين في ولاية صفاقس.
ويقول المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي إن قيس سعيّد “نال ثقة الكوادر العليا في الجيش.. ونجح في إقناعها بأن الدولة أمام خطر داهم”.
ويؤكد الجورشي أن الجيش “خرج قليلا عن تحفظه لكن هذا لا يعني أننا أمام حكم عسكري منذ 25 جويلية”. ويتابع “الجيش لا يحكم وهو يؤطر ويحمي الرئيس ويدعم قراراته من دون أن يكون في الحكم بشكل مباشر”.
ومنذ الخامس والعشرين من جويلية، لم يظهر الجيش التونسي في صورة من يتدخل في القرارات السياسية، لكنه التزم بتطبيق القرارات التنفيذية، ورغم ذلك يظل في نظر الإخوان المسلمين مؤسسة غير مضمونة رغم تاريخها الحيادي والتزامها فقط بمواجهة المخاطر الخارجية التي تهدد أمن البلاد.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة التونسية حاتم مراد أن قيس سعيّد – الذي يواجه تيارات إسلامية تستميت منذ أشهر في عرقلة الحياة السياسية وفرض أجنداتها – “لن يستطيع الفوز دون التعويل على الجيش”.
ويوضح مراد أن الجيش “يدعم إلى الآن الرئيس الذي جهز كل قراراته بفضل مساعدته”، مشددا على أن المؤسسة العسكرية “سترافقه إلى حدود تحقيق الأهداف المرسومة” أي إعادة دولة القانون إلى السكة.